دائما ما كنا نعتبر النساء الأكثر رومانسية من الرجال، ولطالما ارتبطت صفة الرومانسية بالنساء باعتبارها سمة أنثوية خالصة، في مقابل صورة نمطية تظهر الرجال أكثر تحفظًا وأقل تعبيرًا عن مشاعرهم. لكن إلى أي مدى تعكس هذه الأفكار الشائعة الواقع العلمي؟
بحسب دراسات حديثة، قد تكون الحقيقة معاكسة تمامًا لما اعتدنا تصديقه. فقد كشفت أبحاث متعددة أن الرجال، وليس النساء، هم الأكثر رومانسية في العلاقات العاطفية.
الرجال الأكثر رومانسية ويقعون في الحب أسرع
بحث نشرته مجلة العلوم السلوكية والدماغية، اعتمد على تحليل 50 دراسة تناولت العلاقات بين الجنسين، خلص إلى أن الرجال أكثر عرضة للوقوع في الحب، ويعترفون بمشاعرهم قبل النساء، كما أنهم يستثمرون عاطفيًا في العلاقة بشكل أعمق ويعانون أكثر من آثار الانفصال.

وعلى عكس الصورة التقليدية، أوضح البحث أن الرجال يظهرون حماسة أكبر للارتباط والاستقرار العاطفي، إذ يعتبرون العلاقات مصدرًا أساسيا للدعم النفسي، وهو دعم نادرًا ما يحصلون عليه من الأصدقاء أو العائلة.
رومانسية بدافع الحاجة العاطفية؟
الباحثون أشاروا إلى أن الدافع خلف رومانسية الرجال قد يكون نابعًا من احتياج عاطفي متجذر. فاستطلاع رأي أجرته منظمة “أميركان بريسبيكتيف” عام 2021 بيّن أن الرجال أقل ميلا لمشاركة مشاعرهم مع الأصدقاء مقارنة بالنساء، بسبب تنشئة اجتماعية تقليدية تشجع الذكور على كبت مشاعرهم.
نتيجة لذلك، يعتمد كثير من الرجال بشكل أساسي على شريكاتهم العاطفيات لتلبية احتياجاتهم النفسية، ما يفسر ارتفاع رغبتهم في إقامة علاقات طويلة الأمد.
هل هذه النتائج مفاجئة؟
في الواقع، هذه ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها فكرة تفوق الرجال في الرومانسية. ففي عام 1989، خلصت دراسة كلاسيكية نُشرت في مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية إلى نتائج مشابهة. إذ أظهرت أن الرجال يميلون أكثر إلى تصديق مفاهيم مثل الحب من النظرة الأولى، ووجود شريك واحد حقيقي لكل إنسان.
الباحثة الزائرة في قسم علم النفس بجامعة ولاية ميشيغان، غوين دولين سيدمان، أوضحت أن السبب وراء استمرار الصورة النمطية عن النساء يكمن في سلوكياتهن الظاهرة، مثل السعي الدائم للحفاظ على العلاقة وبذل الجهد فيها. غير أن هذه السلوكيات، وفق البحث، لا تعكس بالضرورة مقدار الرومانسية بالمفهوم العلمي.
الفروق ليست جذرية
رغم التباينات الظاهرة، يؤكد خبراء العلاقات أن ما يريده الرجال والنساء من علاقاتهم متشابه في الجوهر. أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا، بول إيستويك، قال إن السعادة العاطفية ترتكز لدى الجنسين على أمور بسيطة وأساسية مثل الدعم، التقدير، والتشجيع.
وختم قائلا: “ما يسعد الرجال هو ذاته ما يسعد النساء.. لا توجد اختلافات جوهرية في التطلعات العاطفية بين الجنسين”.
اقرأ أيضًا: