قالت وزارة الخارجية الأوكرانية، يوم الاثنين، إن أوكرانيا تعمل على تسريع وتيرة المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن إتمام صفقة في قطاع المعادن، في إطار سعيها لتعزيز التعاون الاقتصادي مع واشنطن، وسط استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي تدخل عامها الرابع.
جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز”، أكدت خلالها أوكرانيا رغبتها في التوصل إلى اتفاق يعود بالنفع المتبادل على الطرفين.

أوكرانيا تؤكد تقدم المفاوضات مع الجانب الأمريكي
وفي بث مباشر عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، صرح متحدث باسم الخارجية الأوكرانية بأن المحادثات مع الولايات المتحدة تجري بشكل يومي، مشيرًا إلى وجود تقدم ملموس في مسار التفاوض، رغم عدم الإفصاح عن تفاصيل محددة للصفقة المنتظرة.
ولفت إلى أن الهدف الأوكراني هو الوصول إلى اتفاق يخدم مصالح الطرفين ويؤسس لشراكة طويلة الأمد في قطاع الموارد الطبيعية، لا سيما المعادن.
ترامب يدخل على خط الأزمة بخطة سلام مثيرة للجدل
في سياق متصل، لا يزال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يسعى إلى لعب دور سياسي فاعل في الأزمة الأوكرانية، وذلك من خلال اقتراحه خطة سلام جديدة تتألف من سبع نقاط رئيسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات. ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن أبرز ما جاء في الخطة هو البند السادس الذي ينص على توقيع أوكرانيا صفقة المعادن مع الولايات المتحدة، مما يمنح الشركات الأمريكية حق الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية، كمحور اقتصادي داعم لما بعد الحرب.
ومن الشروط المثيرة للجدل التي طرحتها الخطة، أن توافق أوكرانيا على إبقاء روسيا مسيطرة على الأراضي التي احتلتها خلال الصراع، وهو ما يعتبره مراقبون تنازلًا كبيرًا من الجانب الأوكراني وقد يثير رفضًا داخليًا ودوليًا واسعًا، رغم كونه جزءًا من تصور ترامب لإنهاء الحرب بسرعة.
موسكو تُبدي استعدادها للحوار وفق شروط محددة
وفي الجانب الروسي، عبّر الرئيس فلاديمير بوتين عن انفتاح بلاده على إجراء محادثات مباشرة مع الجانب الأوكراني، مشيرًا إلى أن موسكو تتعامل بإيجابية مع المبادرات التي تتضمن وقف تمدد حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا، وهو ما يراه شرطًا أساسيًا لاستقرار المنطقة.
كما صرح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على شاشة التلفزيون الرسمي، بأن أي تسوية مستقبلية يجب أن تكون “واقعية وقابلة للتطبيق”، رافضًا تحديد جدول زمني صارم للوصول إلى اتفاق.
الصفقة المحتملة
بين المصالح الاقتصادية والاعتبارات الجيوسياسيةتُعد صفقة المعادن محورًا محتملاً لتقاطع المصالح بين أوكرانيا والولايات المتحدة، حيث تسعى كييف إلى جذب استثمارات أجنبية تساعد في إعادة بناء اقتصادها المدمر بالحرب، بينما تسعى واشنطن إلى ضمان مصادر موثوقة للمعادن الاستراتيجية مثل الليثيوم والمنغنيز، الضرورية لصناعة التكنولوجيا المتقدمة والطاقة المتجددة.
في المقابل، يشير مراقبون إلى أن ربط هذه الصفقة بمفاوضات السلام قد يضع أوكرانيا في موقف تفاوضي صعب، خاصة إذا تضمنت التنازل عن أراضٍ سيادية، وهو ما قد يُعقّد جهود إحلال السلام بدلًا من تسهيلها.