أعلن “أسطول الحرية” لغزة أن إحدى سفنه تحترق، وأصدر نداء استغاثة، بعدما تعرض لهجوم بطائرة مُسيّرة قبالة سواحل مالطا في المياه الدولية.
وأعلن ائتلاف أسطول الحرية (FFC)، الذي يُناضل من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة، لشبكة CNN أن 30 شخصًا كانوا على متن سفينته التي تحمل مساعدات إنسانية عندما وقع الهجوم بعد منتصف ليل الجمعة.

اقرأ أيضًا
سرقة مجوهرات بـ 20 مليون دولار من قلب لوس أنجلوس.. تفاصيل عملية سطو أشبه بأفلام هوليوود
أسطول الحرية لغزة
وقالت ياسمين أكار، المسؤولة الصحفية في الائتلاف، لشبكة CNN عبر الهاتف من مالطا: “هناك ثقب في السفينة الآن، والسفينة تغرق”. وأضافت أكار أن السفينة “أرسلت نداءات استغاثة إلى الدول المجاورة، بما في ذلك مالطا”، وأنه تم إرسال “قارب صغير” من جنوب قبرص. وأضافت أنها تمكنت من الاتصال بأفراد الطاقم بعد إطلاق نداء الاستغاثة.
أظهر مقطع فيديو نشره التحالف على حسابه على منصة X حريقًا مشتعلًا على متن سفينة، بالإضافة إلى دخان كثيف. كما سُمع صوت انفجارين قويين في مقطع فيديو منفصل.
وأضافت أكار: “توجد سفينتنا على بُعد 17 كيلومترًا من سواحل مالطا في المياه الدولية الآن، وقد تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة مرتين”، مضيفةً أن المولدات الكهربائية في مقدمة السفينة كانت الهدف الواضح.
وتابعت أكار: “لدينا 30 ناشطًا دوليًا في مجال حقوق الإنسان على متن تلك السفينة في هذه اللحظة تحديدًا، وهي على وشك الغرق”.

مقطع فيديو يظهر حريقًا
أظهرت مواقع حركة الملاحة البحرية أن السفينة، “كونشايسنس”، غادرت تونس مساء الثلاثاء. وأظهرت بيانات التتبع أنها كانت في موقعها قبالة سواحل مالطا لحوالي ١٢ ساعة قبل وقوع الهجوم المزعوم صباح الجمعة. سفينة “كونشاينس” مُدرجة على أنها ترفع علم بالاو.
صرح تياغو أفيلا، المنظّم الرئيسي لتحالف أسطول الحرية، لشبكة CNN أن السفينة كان من المقرر أن ترسو في مالطا يوم الخميس لنقل ركاب إضافيين. وأضاف أفيلا أن المنظمة تسعى الآن لترتيب قارب صغير لمرافقة طاقم الإنقاذ إلى موقع سفينة “كونشاينس”.
وقال أفيلا: “نحن على علم بأن السفينة تضررت بشدة”، مضيفًا أن تحالف أسطول الحرية لا يعلم ما إذا كان أي شخص قد أصيب.
ويصف تحالف أسطول الحرية نفسه على موقعه الإلكتروني بأنه شبكة دولية من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين الذين يعملون على إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر من خلال اتخاذ إجراءات مباشرة وغير عنيفة.
أسطول الحرية
أسطول الحرية هو تحالف من ست سفن، تم تنظيمه كمبادرة إنسانية دولية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، ونقل المساعدات الإنسانية إلى سكانه.
وقد شملت القافلة سفينتين تتبعان مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH)، كانت إحداهما السفينة الشهيرة “مافي مرمرة”، فيما تم تمويل السفينة الثانية بدعم من جهات كويتية وجزائرية. كما ضمت القافلة ثلاث سفن أخرى تابعة للحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة، وحملة السفينة السويدية، وحملة السفينة اليونانية، بالإضافة إلى سفينة تابعة لمنظمة “غزة الحرة”.
حملت هذه السفن على متنها مواد إغاثية ومساعدات إنسانية متنوعة، بما في ذلك أدوية ومعدات طبية ومواد بناء، فضلاً عن نحو 750 ناشطًا من المدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين، بينهم عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين الذين يمثلون وسائل إعلام دولية مرموقة.
وقد تم تنظيم القافلة وتسييرها من قبل جمعيات وهيئات إنسانية وأفراد من مختلف أنحاء العالم يعارضون الحصار الإسرائيلي ويتضامنون مع سكان غزة، وفي مقدمتهم مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية التي لعبت دورًا محوريًا في تنسيق الرحلة والإشراف على تجهيز السفن.
انطلقت سفن الأسطول من موانئ في دول متعددة تقع في جنوب أوروبا وتركيا، وكان من المقرر أن تلتقي جميعها قبالة سواحل مدينة ليماسول في جنوب قبرص، لتتوجه بعد ذلك مباشرة إلى قطاع غزة.
وقد بدأت الرحلة في 29 مايو/أيار 2010، وكان الأسطول محملاً بما يقارب 10,000 طن من المساعدات، إلى جانب المئات من المتطوعين والناشطين الدوليين الذين تطوعوا لكسر الحصار في عامه الثالث آنذاك.
وقد شكّل هذا التحرك بداية لسلسلة من المحاولات المماثلة لكسر الحصار، إذ أعقبه تنظيم “أسطول الحرية 2″ في عام 2011، و”أسطول الحرية 3” في عام 2015، وذلك في إطار الجهود المستمرة من قبل نشطاء دوليين ومؤسسات إنسانية لتسليط الضوء على معاناة سكان قطاع غزة والمطالبة بإنهاء الحصار المفروض عليهم.