في خطوة مثيرة لعشاق “السيليساو” وعشاق الكرة العالمية، أعلن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، اليوم الاثنين، تعيين المدرب الإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي مديرًا فنيًا جديدًا للمنتخب الوطني، ليبدأ مهمته بعد نهاية مشواره الحالي مع ريال مدريد، استعدادًا لخوض غمار تصفيات كأس العالم 2026.
وقال رئيس الاتحاد البرازيلي، إدنالدو رودريغيز، إن هذا التعيين لا يمثل مجرد قرار استراتيجي، بل هو “إعلان صريح عن عزم البرازيل استعادة زعامة كرة القدم العالمية”، واصفًا أنشيلوتي بأنه “أعظم مدرب في التاريخ”، معتبرًا أن دمج خبرته مع مواهب البرازيل سيشكل وصفة للعودة إلى منصات التتويج.

نهاية مشوار أنشيلوتي في مدريد
ورغم أن أنشيلوتي عاش فترة ناجحة مع ريال مدريد خلال ولايته الثانية، فإن نهاية الموسم 2024/2025 شهدت خيبة أمل محلية، بعد خسارة الفريق لقب الدوري الإسباني رسميًا أمام الغريم التقليدي برشلونة، ويستعد أنشيلوتي لخوض آخر ثلاث مواجهات مع “الميرينغي”، تبدأ أمام ريال مايوركا يوم الأربعاء 14 مايو، ثم إشبيلية في 18 مايو، وتُختتم أمام ريال سوسيداد يوم 25 من الشهر ذاته.
وذكرت تقارير إسبانية أن نجم الوسط السابق تشابي ألونسو، الذي قاد باير ليفركوزن لموسم استثنائي، بات الأقرب لخلافته على رأس الجهاز الفني للفريق الملكي، بعقد يمتد لثلاث سنوات.
أرقام حافلة في الولاية الثانية
قاد أنشيلوتي ريال مدريد في 231 مباراة، حقق خلالها 161 فوزًا، مقابل 34 تعادلًا و36 خسارة. وبلغت نسبة فوزه 75%، وهي من بين الأعلى في تاريخ النادي، ما يعكس قدرته المستمرة على المنافسة رغم التحديات.

بداية برازيلية واعدة
من المقرر أن يبدأ أنشيلوتي مهامه رسميًا مع منتخب البرازيل في تصفيات كأس العالم 2026، حيث سيقود الفريق في مواجهتين قويتين أمام الإكوادور وباراجواي، في اختبار أول حقيقي لطموحات البرازيل تحت قيادته.
إنجازات تاريخية لمسيرة استثنائية
أنشيلوتي ليس اسمًا عابرًا في تاريخ التدريب؛ فهو المدرب الوحيد الذي حقق لقب دوري أبطال أوروبا 5 مرات، في مسيرة توج خلالها بأكثر من 30 بطولة مع أندية كبرى مثل ميلان، تشيلسي، باريس سان جيرمان، بايرن ميونيخ، وريال مدريد.
إجمالي فوزه في المباريات الرسمية تجاوز 700 انتصار، وهو رقم يعكس استمراريته وكفاءته على أعلى المستويات.
هدوء القائد ومرونة المايسترو
يعرف عن أنشيلوتي أسلوبه القيادي الهادئ والمتزن، وقدرته على إدارة غرف الملابس ببراعة، خاصة حين يتعلق الأمر بلاعبين من العيار الثقيل مثل كريستيانو رونالدو، كاكا، فينيسيوس جونيور وجود بيلينغهام. تكتيكه يُعرف بالمرونة، إذ يتأقلم مع قدرات اللاعبين، ويوازن بين الصلابة الدفاعية والنجاعة الهجومية.
وقد كان لهذه المقاربة أثر واضح في موسم 2023/2024، حيث قاد ريال مدريد لتحقيق ثلاثية مذهلة:
لقب دوري أبطال أوروبا بعد التفوق على فرق عملاقة مثل مانشستر سيتي وبايرن ميونيخ.
الدوري الإسباني بعد أداء ثابت ومقنع.
السوبر الإسباني بأسلوب تكتيكي راقٍ.
من نجم في الميدان إلى أسطورة في التدريب
قبل أن يتحول إلى أحد أنجح المدربين في التاريخ، سطر أنشيلوتي مسيرة مميزة كلاعب، خاصة مع روما وميلان. لكن بزوغه كمدرب بدأ فعليًا عام 1999 مع يوفنتوس، ثم جاءت الفترة الذهبية مع ميلان (2001–2009) التي شهدت تتويجه بلقب دوري الأبطال مرتين. وفي عام 2014، عاد مع ريال مدريد ليمنحهم “لا ديكسيما” المنتظرة (اللقب العاشر).
تأثير عالمي
فوزه بجائزة “ذا بيست 2024” كأفضل مدرب في العالم، أثار موجة تفاعل هائلة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تصدرت هاشتاغات مثل #أنشيلوتي_أفضل_مدرب و#هلا_مدريد، مع إشادات واسعة من الجماهير واللاعبين على حد سواء.
ومع اقتراب إسدال الستار على حقبته مع ريال مدريد، وبدء صفحة جديدة مع منتخب البرازيل، يبدو أن كارلو أنشيلوتي لم ينته بعد من كتابة فصول المجد في كتاب كرة القدم. فهل ينجح في إعادة “راقصي السامبا” إلى منصة التتويج العالمية؟ هذا ما ستكشفه قادم السنوات.
اقرأ أيضًا:
نهائي أبطال أوروبا.. سان جيرمان يسعى لإنهاء العقدة وإنتر لاستعادة المجد