تلقى ريال مدريد ضربة مزدوجة جديدة قد تُزيد من تعقيد موسمه المتعثر، بعدما أعلن النادي غياب الثنائي فينيسيوس جونيور ولوكاس فاسكيز عن الفريق لفترة غير محددة، عقب إصابتهما خلال الهزيمة المثيرة أمام الغريم التقليدي برشلونة بنتيجة 4-3، في كلاسيكو الجولة الماضية من الدوري الإسباني.
ريال مدريد يعلن تفاصيل إصابة فينيسيوس وفاسكيز
ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن النادي الملكي، فإن فينيسيوس يعاني من التواء في الكاحل الأيسر، بينما تعرض فاسكيز لإصابة عضلية في الفخذ، ليتأكد غيابهما عن المواجهات الحاسمة القادمة، في وقت حرج يتأخر فيه ريال مدريد بفارق 7 نقاط عن المتصدر برشلونة، مع تبقي ثلاث مباريات فقط على نهاية الموسم.

غيابات مؤثرة وسقوط متتالي
تأتي هذه الإصابات ضمن سلسلة طويلة من الغيابات المؤثرة التي يعاني منها الفريق، إذ يفتقد خدمات عدد من الركائز الأساسية، أبرزهم داني كارفاخال، إيدر ميليتاو، إدواردو كامافينغا، أنطونيو روديغر، فيرلان مندي، ودافيد ألابا.
ومع هذا الوضع المأزوم، يستعد ريال مدريد لاستضافة ريال مايوركا في مباراة تبدو شكلية، خاصة مع تلاشي آمال الفريق في استعادة اللقب المحلي، ودخوله في نفق مظلم نحو موسم قد ينتهي بلا ألقاب.
فشل متكرر أمام برشلونة وخروج أوروبي مخيب
خيبة الكلاسيكو الأخيرة لم تكن سوى امتداد لسلسلة من الإخفاقات أمام برشلونة هذا الموسم، حيث تلقى ريال مدريد 4 هزائم متتالية أمام الفريق الكتالوني، منها خسارتان في الدوري، وهزيمة في نهائي كأس السوبر الإسباني، وأخرى في نهائي كأس الملك، الذي حُسم لصالح البلوغرانا في الدقائق الأخيرة.
وزادت حسرة جماهير “اللوس بلانكوس” بخروج الفريق من دوري أبطال أوروبا – البطولة الأثيرة للنادي – على يد آرسنال الإنجليزي، الذي أزاح الريال من ربع النهائي بالفوز ذهابًا وإيابًا، في سيناريو غير متوقع لم يكن في حسابات الإدارة أو الجماهير.
مع توالي الخيبات، ارتفعت الأصوات داخل مدرجات “سانتياغو برنابيو” المطالبة برحيل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، وهو بالفعل ما حدث وأعلن النادي رسميا رحيله قبل أيام، فرغم نجاحاته السابقة، إلا أن الاعتماد المفرط على تشكيلة ثابتة والإصرار على عدم التدوير أنهك اللاعبين وأفقد الفريق هويته.
صفقات محدودة وخيارات إدارية مثيرة للجدل
ووسط هذا المشهد المظلم، توجهت سهام الانتقادات نحو رئيس النادي فلورنتينو بيريز، الذي اكتفى في سوق الانتقالات الأخيرة بصفقتين فقط، هما كيليان مبابي (في صفقة انتقال حر) والواعد أندريك، في وقت كانت التشكيلة بحاجة ماسة لتدعيمات خاصة في الخط الخلفي، في ظل الإصابات المتكررة لنجوم الدفاع.
التقارير الصحفية الإسبانية كشفت أيضًا عن تدخلات إدارية في قرارات التشكيل، وفرض أسماء معينة داخل التشكيلة الأساسية، ما زاد من تعقيد الأمور داخل غرف الملابس.
أنشيلوتي والغرور القاتل
من جانبه، وُصف نهج أنشيلوتي بـ”المتصلب”، حيث أصر على إشراك لاعبين خارج مراكزهم الأصلية، مثل أوريلين تشواميني في أدوار دفاعية لا تناسب قدراته، كما ظل متمسكًا بمشاركة فينيسيوس رغم تراجع مستواه بشكل واضح.
واعتمد المدرب الإيطالي على تشكيلة شبه ثابتة دون إراحة أو تدوير، في وقت عزز فيه المنافسون صفوفهم بلاعبين مؤثرين، ما جعل ريال مدريد عاجزًا عن مجاراة النسق العالي للموسم.
موسم للنسيان
ريال مدريد، الذي اعتاد التتويج وفرض الهيبة داخل وخارج إسبانيا، بات هذا الموسم ظلًا لما كان عليه. إخفاقات محلية وأوروبية، إصابات بالجملة، إدارة مثيرة للجدل، ومدرب فقد بريقه… كلها عوامل رسمت ملامح موسم “صفري” قد يُحدث زلزالًا كبيرًا داخل جدران النادي الملكي، ويعيد ترتيب الأوراق قبل انطلاق كأس العالم للأندية الشهر المقبل.
اقرأ أيضًا:
أنشيلوتي يقود البرازيل.. نهاية حقبة في مدريد وبداية جديدة نحو المجد العالمي