أعلنت المملكة المتحدة عزمها فرض عقوبات رسمية على وزيري الأمن والمالية الإسرائيليين، إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بسبب تصريحاتهما المثيرة للجدل بشأن قطاع غزة، وفق ما نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية. القرار أثار غضبًا رسميًا في إسرائيل، التي هددت بالرد مطلع الأسبوع المقبل.
عقوبات تعتزم بريطانيا فرضها على مسؤولين إسرائيليين
ستنضم بريطانيا إلى دول مثل كندا وأستراليا ونيوزيلندا في تجميد أصول الوزيرين، وفرض حظر سفر عليهما، ومنع أي مؤسسات مالية بريطانية من التعامل معهما، وتشبه هذه الإجراءات تلك المفروضة على شخصيات روسية بارزة بسبب الحرب في أوكرانيا.

تصريحات الوزيرين المستهدَفين
اتُهم الوزيران، المنتميان لليمين المتطرف في إسرائيل، بتصريحات وصفتها لندن بـ”الوحشية”:
سموتريتش (وزير المالية)، دعا إلى “تدمير غزة بالكامل”، وصرح بأن الفلسطينيين “سيغادرون بأعداد كبيرة إلى دول ثالثة”، كما عارض إدخال المساعدات الإنسانية، قائلًا: “لن أسمح حتى بذرة قمح بدخول غزة”.
كما طالب بن غفير (وزير الأمن)، بـ”تهجير سكان غزة طواعية”، ورفض إدخال المساعدات، ووصف قرار استئنافها بـ”الخطأ الجحيم”. كما دعا لاستبدال المسجد الأقصى بكنيس يهودي.
ردود الفعل من الجانبين
غضب كبير يعم إسرائيل على المستوى الرسمي، إسرائيل، حيث وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، القرار البريطاني بـ”غير المقبول” و”المثير للغضب”، مؤكدًا أن بلاده ستقرر ردها الرسمي الأسبوع المقبل.

وفي بريطانيا، هاجم وزير خارجيتها، ديفيد لامي، المسؤولين الإسرائيليين، ووصف تصريحات الوزيرين بأنها “تطرف خطير ومثير للاشمئزاز”، معتبرًا أنها تمثل “مرحلة مظلمة” في الصراع.
رئيس وزراء بريطانيا يصف تصرفات إسرائيل في غزة بـ”المروعة”
وفي سياق متصل، وصف رئيس وزراء بريطانيا السير كير ستارمر الأسبوع الماضي التصرفات الإسرائيلية في غزة بأنها “مروعة، وغير بناءة، ولا تُطاق”، وذلك في أعقاب سلسلة هجمات على نقاط توزيع الغذاء أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين الفلسطينيين وإصابة المئات.
ووفقًا لصحيفة “الغارديان”، أكد ستارمر أمام أعضاء البرلمان أن حكومته تدرس فرض عقوبات على مسؤولين إسرائيليين، لكنها ما تزال تقاوم الدعوات لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة، مثل حظر مبيعات الأسلحة أو الاعتراف الفوري بدولة فلسطين.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني بعد أيام من هجمات استهدفت مدنيين غير مسلحين أثناء انتظارهم للمساعدات الغذائية في غزة، مما أثار موجة غضب دولية ودعوات من منظمات إغاثة بريطانية لتدخل عاجل لوقف “الكارثة الإنسانية”.
تحذيرات من منظمات الإغاثة
وصف رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأوضاع في القطاع بأنها “أسوأ من الجحيم على الأرض”، فيما حذرت منظمات إنسانية من أن استمرار القصف وتقييد المساعدات يدفع غزة إلى حافة المجاعة.
تتعرض حكومة ستارمر لضغوط متنامية من نواب حزب العمال والناشطين للتصعيد ضد إسرائيل، خاصة بعد تصاعد الخسائر المدنية في الحرب المستمرة منذ أشهر. ومع ذلك، لا تزال لندن تتحفظ على خطوات مثل وقف صادرات الأسلحة، التي تعتبرها إجراءً قد يؤثر على تحالفاتها الإقليمية.
يأتي هذا التطور بالتزامن مع تقارير عن نية بريطانيا فرض عقوبات على وزيرين إسرائيليين بسبب تصريحات مثيرة للجدل، مما يشير إلى تحول محتمل في الموقف الغربي تجاه سياسات تل أبيب.

جدير بالذكر أن الوزيران يعتبرا دعامتين أساسيتين في حكومة نتنياهو الائتلافية الهشة، حيث يعتمد عليهما للحفاظ على الأغلبية البرلمانية. وتأتي العقوبات في وقت تتزايد فيه الانتقادات الدولية للسياسات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، خاصة بعد توسيع المستوطنات وتقييد المساعدات الإنسانية، وتزيد هذه الخطوة البريطانية من عزلة الوزيرين دوليًا، وسط تحذيرات من تداعيات محتملة على العلاقات بين لندن وتل أبيب.
اقرأ أيضًا:
ترامب يطوي صفحة قانون قيصر.. سوريا تعود إلى النظام المالي العالمي