في تصعيد غير مسبوق، شنت إسرائيل سلسلة غارات جوية فجر اليوم الجمعة، استهدفت مواقع نووية وعسكرية حساسة في عدة محافظات بـ إيران، على رأسها العاصمة طهران ومنشأة نطنز النووية. وتسببت الهجمات بمقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين البارزين، ودمار واسع في منشآت استراتيجية، وسط حالة من التوتر الإقليمي وتحذيرات من مواجهة مفتوحة.
غارات مباغتة تطال قلب إيران
بدأت الضربات الإسرائيلية عند الساعة 3:30 فجراً بالتوقيت المحلي، حيث استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منشآت لتخصيب اليورانيوم في نطنز، ومواقع لتطوير الصواريخ الباليستية، إضافة إلى أحياء سكنية ومبان مدنية في العاصمة طهران.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور انتشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي آثار الدمار الكبير في مناطق متفرقة من العاصمة، مع تصاعد أعمدة الدخان واشتعال النيران في عدة مواقع. كما رُصدت انفجارات في مدينة تبريز ومحافظة كرمانشاه، ما يعكس اتساع رقعة الهجوم.
نطنز تحت القصف: صراع على النووي
المنشأة النووية في نطنز كانت في صلب الهجوم، حيث أظهرت صور أقمار صناعية، نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية، دماراً في البنية التحتية، بما فيها مرافق تخصيب اليورانيوم تحت الأرض، وبينما أعلنت طهران أن الأضرار “سطحية”، شدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيفي دفرين، على أن “المنشأة تعرضت لضربة موجعة”.

قتلى من الصف الأول في القيادة الإيرانية
الهجمات أسفرت عن مقتل عدد من الشخصيات البارزة، بينهم:
اللواء حسين سلامي – قائد الحرس الثوري الإيراني
اللواء محمد باقري – رئيس هيئة الأركان العامة
اللواء غلام علي رشيد – قائد مقر خاتم الأنبياء
أحمد رضا ذو الفقاري – أستاذ الهندسة النووية
مهدي طهرانجي وفريدون عباسي – عالمان نوويان بارزان
الأميرال علي خشماني – مستشار خامنئي ورئيس المجلس القومي الإيراني
وتعد هذه الضربة الأكبر التي تطال الصف القيادي الإيراني دفعة واحدة منذ سنوات.
ردود فعل وتصريحات
المرشد الإيراني علي خامنئي توعد برد قاسٍ، قائلاً إن “تل أبيب ستدفع ثمناً مؤلماً”، بينما اعتبرت تل أبيب أن الضربة كانت “استباقية ودقيقة” لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حالة الطوارئ في الداخل، مبرراً الإجراء بوجود تهديد وشيك بهجوم صاروخي أو بطائرات مسيرة رداً على العملية. كما تم إغلاق المجال الجوي الإسرائيلي، بما في ذلك مطار بن غوريون، حتى إشعار آخر.
الضحايا وجهود الإغاثة
أفاد مجتبى خالدي، المتحدث باسم الهلال الأحمر الإيراني، أن فرق الإغاثة والإنقاذ تعمل في 12 محافظة، وتم حتى الآن نقل 95 مصاباً إلى المراكز الطبية، بينما تلقى 26 آخرون العلاج ميدانياً. وقد شارك 140 فريقاً و670 متطوعاً في عمليات الإنقاذ.
قلق دولي وتخوف من التصعيد
وزارة الخارجية الأميركية دعت مواطنيها في إسرائيل والمنطقة لتوخي الحذر، مطالبة بمعرفة أقرب ملجأ تحسباً لأي تطورات أمنية.
وتسود حالة من الترقب في الأوساط الدولية، مع تحذيرات من احتمال اندلاع حرب شاملة في حال ردت طهران بعنف. ويرى مراقبون أن الهجوم قد يكون بداية لمرحلة صراع طويلة، في ظل تمسك الطرفين بمواقفهما.
يأتي هذه الضربات في وقت بالغ الحساسية، وسط تعثر مفاوضات البرنامج النووي الإيراني وتزايد الاستقطاب الإقليمي. وفيما تسعى إسرائيل إلى فرض أمر واقع أمني، تبدو القيادة في موقف لا يسمح لها بتجاهل الهجوم، ما ينذر بتصعيد قد لا تُحمد عقباه.
اقرأ أيضًا: