أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول أن ألمانيا إلى جانب كل من فرنسا وبريطانيا، مستعدة للدخول فورًا في محادثات مباشرة مع إيران بشأن برنامجها النووي، في محاولة لاحتواء التصعيد الإقليمي المتسارع بين طهران وتل أبيب.

ألمانيا تتطلع للتوصل إلى فرصة تفاوض جديدة
وخلال زيارته الحالية إلى منطقة الشرق الأوسط، قال فاديفول في تصريحات أدلى بها لهيئة البث الألمانية (ARD) مساء السبت، إن “العرض الأوروبي لا يزال قائمًا”، مضيفًا:“آمل أن لا يكون الأوان قد فات.. نحن على استعداد لإطلاق مفاوضات فورية حول الملف النووي الإيراني، ونأمل أن تستجيب طهران لذلك”.
اقرأ أيضًا
دونالد ترامب: لا علاقة لأمريكا بالهجوم الإسرائيلي على إيران وسنرد بقوة إذا تعرضنا لهجوم
ألمانيا تنتقد تضيع إيران فرصة الحوار
وانتقد الوزير الألماني ما وصفه بـ”فشل إيران سابقًا في اغتنام فرص الدخول في محادثات بنّاءة”، مشيرًا إلى أن أوروبا ترى أن العودة إلى الحوار باتت ضرورة مُلحة في ضوء التوترات العسكرية الجارية.
إسرائيل تكثف ضرباتها في إيران وتتوعد بالمزيد
في المقابل، أعلنت إسرائيل مواصلة عملياتها العسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدة أن الضربات ستستمر “حتى تحقيق أهدافها الاستراتيجية”.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في اتصال مع نظيره الألماني، إن “الجيش الإسرائيلي لا يزال يملك أهدافًا حساسة داخل الأراضي الإيرانية”، مشيرًا إلى أن العمليات الجارية “تستهدف تقويض البنية التحتية النووية لطهران”.
ودعا الجيش الإسرائيلي السكان الإيرانيين القاطنين بالقرب من المنشآت النووية إلى إخلاء مناطقهم “تحسبًا لهجمات محتملة”.
هجمات متبادلة
تواصلت المواجهات الميدانية بين الطرفين لليوم الثالث على التوالي، إذ شنت إسرائيل غارات جوية جديدة صباح الأحد على مدينة شيراز جنوب إيران، مستهدفة مقرًا للصناعات الإلكترونية يُعرف باسم “صایران” التابع لوزارة الدفاع الإيرانية.
في المقابل، نفّذت إيران هجمات صاروخية وطائرات مسيرة على عدة مناطق إسرائيلية، شملت تل أبيب، بات يام، ومعهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت.
وأعلن قائد في الحرس الثوري الإيراني أن العمليات “لن تتوقف”، مؤكدًا أن “الهجمات ستُنفذ بضراوة أكبر في الأيام القادمة”.
المخاوف الدولية تتصاعد
تأتي هذه التطورات في وقت حرج، حيث من المقرر أن تُعقد جولة سادسة من المفاوضات الأميركية-الإيرانية حول الملف النووي في العاصمة العُمانية مسقط خلال يومين.
ويخشى مراقبون أن يؤدي التصعيد العسكري المتبادل إلى تعطيل مسار التفاوض، في ظل دعوات دولية متكررة لضبط النفس وتغليب الحلول الدبلوماسية.