في تصعيد خطير وغير مسبوق للتوترات العسكرية بين إسرائيل وإيران، أصدر الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، إنذاراً مباشراً للإيرانيين يدعوهم إلى إخلاء كافة منشآت الأسلحة والمجمعات العسكرية المرتبطة بها، وذلك “حتى إشعار آخر”، في أعقاب سلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت بنى تحتية عسكرية حساسة داخل الأراضي الإيرانية.

الجيش الإسرائيلي يحذّر الإيرانيين
وجاء الإنذار عبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، الذي نشر بيانا على منصة «إكس» (تويتر سابقاً)، باللغتين العربية والفارسية، قال فيه: «نحث كل المتواجدين في هذه الساعة أو في المستقبل القريب في كافة مفاعل الأسلحة في إيران.. من أجل سلامتكم نطالبكم بإخلاء هذه المنشآت فوراً وعدم العودة إليها حتى إشعار آخر».
وأكد أدرعي أن هذا التحذير يشمل جميع مصانع الأسلحة والمنشآت المرتبطة بها في عموم الأراضي الإيرانية، محذراً من استمرار العمليات العسكرية ضد هذه الأهداف في حال تجاهل الإنذار.
الجيش الإسرائيلي يشن عملية عسكرية واسعة تحت اسم “الأسد الصاعد”
في تطور مفاجئ فجر الجمعة الماضية، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت من خلالها عشرات المواقع المرتبطة بالبرنامج النووي والعسكري الإيراني في مختلف مناطق البلاد، بما في ذلك منشآت لتخصيب اليورانيوم في وسط إيران.
اقرأ أيضا
دونالد ترامب: لا علاقة لأمريكا بالهجوم الإسرائيلي على إيران وسنرد بقوة إذا تعرضنا لهجوم
ووفقاً لبيانات الجيش الإسرائيلي، شاركت نحو 200 طائرة مقاتلة في الهجوم الأولي، الذي نُفّذ على نحو 100 موقع عسكري واستراتيجي، وأسفر عن مقتل عدد من كبار قادة القوات المسلحة الإيرانية والحرس الثوري، إضافة إلى علماء بارزين في المجال النووي.
إيران ترد بمئات الصواريخ وتتوعد برد “بلا حدود”
ولم تتأخر طهران في الرد، حيث شنت على مدار الأيام الثلاثة الماضية عدة موجات من الضربات الصاروخية، تضمنت مئات الصواريخ الباليستية والمجنحة، استهدفت عمق الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك منشآت حيوية وعسكرية.
وأكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أن الرد “سيكون بلا حدود”، معتبرة أن إسرائيل “تجاوزت كافة الخطوط الحمراء” بعملياتها الأخيرة، وأشارت طهران إلى أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن أضرار جسيمة في منشآت عسكرية ومدنية، وتوعدت بأن “الرد المقبل سيكون أشد وطأة”.
مخاوف إقليمية ودولية من توسع رقعة الصراع
التصعيد الأخير أثار قلقاً واسعاً في الأوساط الإقليمية والدولية، حيث عبّرت عدد من الدول الكبرى، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا والصين، عن مخاوفها من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تمتد إلى دول الجوار.
ودعت الأمم المتحدة، إلى وقف فوري للتصعيد والعودة إلى الحوار، مشيرة إلى أن الضربات المتبادلة تهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله وتعرض الملايين للخطر.
تأهب عسكري وتوتر متصاعد
تسود حالة من الاستنفار الأمني والعسكري في كل من إسرائيل وإيران، وسط توقعات بتجدد الضربات خلال الساعات المقبلة، وقد رفعت تل أبيب مستوى التأهب في الجبهة الداخلية، مع تعزيز منظومات الدفاع الجوي في جميع المدن الكبرى، بينما أعلنت طهران عن تعبئة عامة في القوات المسلحة واستعدادها لخوض مواجهة مفتوحة إذا اقتضى الأمر.
وفي ظل هذا التصعيد الحاد، لا تزال الأنظار متجهة نحو المجتمع الدولي لمحاولة احتواء الموقف ومنع تحوله إلى نزاع إقليمي واسع النطاق.