أعلنت السلطات الإيرانية، يوم الثلاثاء، أنها نجحت في إحباط “عملية إرهابية واسعة” كانت تستهدف مواقع حيوية داخل البلاد، مؤكدة اعتقال خلية تابعة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” في بلدة بهارستان، الواقعة جنوب غربي العاصمة طهران.
إيران تعلن اعتقال خلية تخريبية تابعة للموساد الإسرائيلي
ونقلت وكالة أنباء “فارس” عن رئيس بلدية بهارستان قوله إن “القوات الأمنية والشرطية تمكنت، بعد رصد دقيق ومتابعة استخباراتية مستمرة، من اعتقال فريق إرهابي مرتبط بالموساد، قبل أن يتمكن من تنفيذ أي عمليات تخريبية”.

ووفقاً للمصادر الرسمية، فقد تم توقيف أفراد الخلية أثناء دخولهم المدينة بسيارة مشبوهة. وأسفر التفتيش الأولي للمركبة عن العثور على “كميات كبيرة من المتفجرات، وطائرات مسيّرة صغيرة مزوّدة بأنظمة استهداف دقيقة، إلى جانب أسلحة حربية متطورة، ومعدات اتصال حديثة، وأنظمة للتحكم عن بُعد”.
وأكد رئيس البلدية أن هذه الخلية “كانت تخطط لتنفيذ عمليات انتحارية واسعة في أماكن مكتظة بالسكان، بهدف بث الرعب وزعزعة الأمن الداخلي للبلاد”، واصفاً العملية الأمنية بأنها “ضربة استباقية مهمة ضد المخططات التخريبية للموساد داخل البلاد”.
اقرأ أيضًا:
45 عامًا من الصراع.. من ثورة طهران إلى الانفجار الكبير بين إسرائيل وإيران
تصريحات إسرائيلية متزامنة
في سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع القناة 14 الإسرائيلية، أن بلاده “ستفعل كل ما يلزم” لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، قائلاً: “سندمر المنشآت النووية الإيرانية بطريقة أو بأخرى… نحن نزيل إمبراطورية الشر التي تهدد وجودنا”.

رد طهران على الهجمات الإسرائيلية
من جهته، أعلن الحرس الثوري، يوم الأربعاء، أن القوات الإيرانية استهدفت قواعد جوية إسرائيلية قال إنها “كانت منطلقاً لهجمات على أراضيهم”.
وقال الحرس الثوري في بيان رسمي إن “الضربات ستستمر بشكل متواصل ومعقد وتدريجي”، في إشارة إلى تصعيد محتمل في وتيرة الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل توتر متزايد بين طهران وتل أبيب، وسط تبادل للاتهامات بالضلوع في هجمات أمنية وعسكرية عبر الحدود، وتزايد المخاوف من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة أوسع في المنطقة.
وكانت إسرائيل قد نفذت فجر يوم الجمعة عملية عسكرية موسعة استهدفت مواقع استراتيجية داخل الأراضي الإيرانية. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن الهجوم جاء لـ”دحر التهديد الإيراني الوجودي”.
شملت العملية اغتيال قيادات بارزة، على رأسهم قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش الجنرال محمد باقري.
وفي رد سريع، أطلقت طهران أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا وأكثر من 100 طائرة مسيرة نحو أهداف داخل إسرائيل، ما أسفر عن أضرار بشرية ومادية واسعة، رغم أنظمة الدفاع الجوي المشتركة.
المدنيون كانوا أول من دفع الثمن، إذ شهدت طهران موجة نزوح جماعي شمالًا، بعد تلقي تحذيرات بعمليات إسرائيلية وشيكة، في وقت ارتفع فيه عدد الضحايا على جانبي الصراع.