أعلنت شركة الخطوط الجوية الجزائرية، الأربعاء، عن تعليق جميع رحلاتها الجوية من العاصمة الأردنية عمّان وإليها حتى إشعار آخر، وذلك نتيجة ما وصفته بـ”دواعٍ أمنية”.
ويأتي هذا القرار في ظل التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، والذي بدأ في 13 يونيو 2025، وأدى إلى اضطرابات متزايدة في المجال الجوي بالمنطقة.

بيان رسمي من شركة الخطوط الجوية الجزائرية
وجاء في بيان الشركة:”تعلم شركة الخطوط الجوية الجزائرية زبائنها الكرام أنه وبسبب دواع أمنية، تقرر إلغاء جميع الرحلات من وإلى العاصمة الأردنية عمّان حتى إشعار آخر”.
وأكدت الشركة أنها تأسف لهذا الظرف الخارج عن إرادتها، مشيرة إلى أنها تحرص على إبقاء زبائنها على اطلاع مستمر بالمستجدات المتعلقة بهذا القرار، داعية المسافرين إلى التواصل مع مركز الاتصال الرسمي للشركة لمزيد من المعلومات حول التعديلات والإجراءات البديلة.
تداعيات جيوسياسية تؤثر على سلامة الطيران
وجاء قرار الإلغاء في أعقاب العملية العسكرية الواسعة التي شنتها إسرائيل على الأراضي الإيرانية، والتي استهدفت منشآت نووية، ومراكز بحثية، وقواعد عسكرية، ومواقع استراتيجية في عمق الأراضي الإيرانية، في خطوة وصفتها تل أبيب بأنها ضرورية “لمنع إيران من الوصول إلى نقطة اللاعودة” في مشروعها النووي.
وفي المقابل، ردّت إيران بإطلاق وابل من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه مواقع إسرائيلية، ما أدى إلى تصاعد حدة التوتر العسكري في المنطقة، وسط تحذيرات دولية من خطورة الانزلاق نحو صراع مفتوح قد يشمل دولًا مجاورة.
اقرأ أيضًا
فلاديمير بوتين يبحث مع الرئيس الإماراتي التصعيد الإيراني الإسرائيلي ويعرض الوساطة
أجواء المنطقة على صفيح ساخن
ويُذكر أن عدة شركات طيران إقليمية ودولية بدأت بمراجعة مسارات رحلاتها أو اتخاذ إجراءات احترازية لتجنب التحليق فوق مناطق يُشتبه بأنها معرضة للخطر، وسط تحذيرات من احتمالية استهداف الطيران المدني بشكل عرضي نتيجة العمليات العسكرية أو التداخل في إشارات الرادار والدفاعات الجوية.
وتُعد الأردن إحدى الدول القريبة من مسرح العمليات، وهو ما يُفسّر قرار الخطوط الجوية الجزائرية بتعليق رحلاتها إلى عمّان كإجراء احترازي، حفاظًا على سلامة الركاب وأطقم الطيران.
وشددت الشركة في بيانها على أن القرار اتُخذ “بدافع الحفاظ على أرواح الركاب والطاقم”، مؤكدة أنها تتابع تطورات الوضع الأمني بشكل مستمر بالتنسيق مع الجهات المعنية في قطاع الطيران المدني، وستُعيد تسيير الرحلات فور التأكد من استقرار الوضع وضمان سلامة الملاحة الجوية في المنطقة.
كما أكدت الخطوط الجوية الجزائرية استعدادها لإعادة ترتيب حجوزات الركاب المتأثرين، أو تقديم بدائل وخيارات للسفر في حال استمرت الأوضاع الأمنية في التدهور خلال الأيام المقبلة.
قلق دولي من اتساع نطاق الحرب
أتي هذا التحرك ضمن سلسلة من الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها دول وشركات طيران في أعقاب التصعيد بين إيران وإسرائيل، الذي يشهد تبادل ضربات شبه يومي، ويهدد بانزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة قد تُخلّف تداعيات اقتصادية وإنسانية وأمنية عميقة.
وفي الوقت ذاته، تتوالى الدعوات الدولية إلى ضبط النفس وتغليب الحلول الدبلوماسية، فيما لا تزال الأوضاع على الأرض تنذر بمزيد من التصعيد.