في تطور عسكري لافت، كشفت وسائل إعلام أميركية أن ست قاذفات شبح نووية من طراز B-2 انطلقت من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميزوري، متجهة إلى قاعدة أندرسن الجوية التابعة لسلاح الجو الأميركي في جزيرة غوام بالمحيط الهادئ. ويأتي هذا التحرك في وقت بالغ الحساسية، على خلفية التصعيد المتزايد بين إسرائيل وإيران.
قاذفات نووية واستعدادات محتملة
وبحسب ما أوردته شبكة “فوكس نيوز”، فإن هذه القاذفات هي الوحيدة القادرة على حمل قنبلة “GBU-57” الخارقة للتحصينات، التي تزن نحو 30 ألف رطل (13.6 طنًا)، وتُعد من أكثر الأسلحة دمارًا وتطورًا في الترسانة الأميركية.

ويُعتقد أن هذا النوع من القنابل صُمم خصيصًا لاختراق المنشآت المحصنة بشدة، وعلى رأسها منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، التي تقع داخل جبل بالقرب من مدينة قم جنوبي العاصمة طهران.
منشأة فوردو في قلب العاصفة
تُعتبر منشأة فوردو أحد أبرز رموز البرنامج النووي الإيراني، وقد بُنيت في عمق الجبال لتكون عصية على أي هجوم تقليدي.
وتشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن المنشأة تضم أكثر من ألف جهاز طرد مركزي متطور، وتُستخدم لتخصيب اليورانيوم بمستويات تقترب من تلك المطلوبة لإنتاج سلاح نووي.
ورغم سلسلة الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل مؤخرًا على مواقع نووية داخل إيران، إلا أن تل أبيب تفتقر إلى السلاح القادر على اختراق فوردو، ما يجعل القاذفات الأميركية المزودة بقنابل خارقة هي الخيار الوحيد الممكن لتدمير المنشأة فعليًا.

موقف واشنطن.. ترقب وقرار حاسم
في ظل التصعيد المستمر بين إيران وإسرائيل، تتجه الأنظار نحو واشنطن التي لم تُصدر حتى الآن أي تعليق رسمي حول هدف إرسال القاذفات أو توقيت العملية المحتمل.
اقرأ أيضًا:
جواسيس وتقنيات الذكاء الاصطناعي.. أسوشيتيد برس تكشف كيف خططت إسرائيل ونفذت هجومها على إيران
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرح في وقت سابق بأنه بصدد إعلان موقف واضح بشأن تدخل بلاده في هذا النزاع، دون أن يحدد طبيعة أو توقيت القرار.
الكلمة الأخيرة في يد واشنطن
مع تعقّد المشهد الإقليمي واشتداد حدة التوتر، تبقى الولايات المتحدة وحدها صاحبة القرار في توجيه ضربة عسكرية حاسمة لمنشأة فوردو، خاصة أن إسرائيل لا تمتلك القاذفات ولا القنابل اللازمة لتنفيذ هذه المهمة.

ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تتخذ واشنطن خطوة تصعيدية مباشرة ضد إيران؟ أم تكتفي بإرسال رسائل ردع عبر تحركات استراتيجية؟ الأيام القادمة كفيلة بكشف المسار الذي ستسلكه الإدارة الأميركية وسط واحدة من أخطر الأزمات في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة.