كشفت دراسة حديثة عن فوائد محتملة لزيت الزيتون في دعم صحة الدماغ وتقليل خطر الوفاة بسبب الخرف، وهو ما يعزز من مكانة هذا المكون الأساسي في النظام الغذائي المتوسطي كعنصر فعّال للوقاية من الأمراض العصبية.

ما هو الخرف؟
الخرف هو مصطلح طبي يُستخدم لوصف تدهور تدريجي في الوظائف العقلية، يشمل فقدان الذاكرة، واللغة، والقدرة على حل المشكلات، وغيرها من مهارات التفكير التي تؤثر على الحياة اليومية، يُعتبر مرض ألزهايمر السبب الأكثر شيوعًا للخرف، ويُصيب أكثر من 55 مليون شخص حول العالم، مع تسجيل نحو 10 ملايين حالة جديدة سنويًا.
نصف ملعقة من زيت الزيتون يوميًا تصنع فرقًا
وبحسب ما نشره موقع “Times of India”، أفادت الدراسة بأن تناول أكثر من نصف ملعقة كبيرة من زيت الزيتون يوميًا مرتبط بانخفاض خطر الوفاة المرتبطة بالخرف بنسبة تصل إلى 28%ن ويُعتقد أن هذه الفائدة ليست مرتبطة فقط بجودة النظام الغذائي العام، بل تعود إلى خصائص فريدة يمتلكها زيت الزيتون تعزز صحة الدماغ.
كيف يعزز زيت الزيتون وظائف الدماغ؟
توضح الباحثة “آن جولي تيسييه”، التي قادت الدراسة، أن تضمين زيت الزيتون في النظام الغذائي يُمكن أن يكون عاملًا مساعدًا في الوقاية من الخرف أو تقليل تطوره، وأشارت إلى أن مكونات زيت الزيتون، خصوصًا مضادات الأكسدة، قد تساهم في تحسين صحة الدماغ من خلال قدرتها على عبور الحاجز الدموي الدماغي والتأثير المباشر على الخلايا العصبية.
كما قد يكون لزيت الزيتون تأثير غير مباشر من خلال تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وهو ما يرتبط بدوره بصحة الدماغ، فالمعروف أن التغذية الجيدة ودعم الدورة الدموية يساهمان في تقليل احتمالية الإصابة بالتدهور المعرفي.
علاقة زيت الزيتون بالنظام الغذائي المتوسطي
يتماشى هذا الاكتشاف مع نتائج سابقة تشير إلى فعالية النظام الغذائي المتوسطي، الذي يعتمد بشكل كبير على زيت الزيتون، في الوقاية من الأمراض المزمنة، ومنها أمراض القلب وتدهور الوظائف المعرفية، لكن اللافت في الدراسة الحالية أن العلاقة بين زيت الزيتون وتقليل خطر الخرف تظل قائمة حتى عند استبعاد تأثير النظام الغذائي ككل، مما يُبرز الدور الفريد لهذا الزيت.
اقرأ أيضًا
الفلفل الحار يَكبح الشهية.. دراسة تكشف تأثير التوابل في تقليل تناول الطعام بنسبة 20%
تحذيرات مهمة: نتائج أولية تحتاج للمزيد من البحث
ورغم النتائج الواعدة، أكدت الدراسة أن هذه العلاقة لا تُثبت بشكل قاطع أن زيت الزيتون هو السبب المباشر في تقليل خطر الوفاة بالخرف، نظرًا لأنها دراسة قائمة على الملاحظة، ودعت الباحثة إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات السريرية المؤكدة لفهم الآلية الدقيقة لتأثير زيت الزيتون على صحة الدماغ.
كما شدّدت على ضرورة الاعتدال في تناول زيت الزيتون، نظرًا لمحتواه العالي من السعرات الحرارية، لتفادي أي تأثيرات سلبية على الصحة العامة.
تُعد هذه الدراسة إضافة مهمة في فهم العلاقة بين النظام الغذائي وصحة الدماغ، وتُبرز زيت الزيتون كمكون غذائي واعد في الحد من الوفيات المرتبطة بالخرف، ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً لإثبات هذه الفوائد بشكل قاطع، إلا أن تبني عادات غذائية صحية تشمل زيت الزيتون قد يكون خطوة بسيطة وفعّالة نحو دعم صحة الدماغ والوقاية من الأمراض التنكسية.