في ظل انتشار كمّ هائل من النصائح الصحية على الإنترنت، يصعب أحيانًا التفرقة بين ما هو مفيد فعلاً وما هو مجرد “صيحة رائجة”، لكن عندما تأتي التوصيات من مختصين بارزين في المجال الطبي، فإنها تستحق النظر والاهتمام، وفي هذا السياق، سلط الدكتور سوراب سيثي، طبيب أمراض الجهاز الهضمي وخريج جامعة هارفارد، الضوء على ثلاثة مشروبات بسيطة قد تُسهم في دعم المناعة وتقليل خطر الإصابة بالسرطان، وفقًا لما نقله موقع تايمز أوف إنديا.

أفضل المشروبات
شاي الماتشا الأخضر: تركيز عالٍ من مضادات الأكسدة
يُعتبر شاي الماتشا الأخضر نسخة مُركّزة من الشاي الأخضر التقليدي، إذ يُحضّر بطحن ورقة الشاي الكاملة، مما يجعله غنيًا بمضادات الأكسدة، خاصة EGCG، المعروف بقدرته على إبطاء نمو الخلايا السرطانية من خلال تقليل تدفق الدم إليها.
وبحسب الدكتور سيثي، فإن شرب كوب واحد يوميًا من الماتشا عالي الجودة قد يوفر حماية مستمرة ضد التلف الخلوي والالتهابات المزمنة، كما شدد على أهمية تحضير الماتشا بدرجة حرارة دافئة وليس مغلية، لتجنّب تدهور مركبات البوليفينول الفعالة.
العصير الأخضر: مزيج يدعم إصلاح الخلايا ويقلل الالتهاب
العصائر الخضراء، مثل عصير السبانخ أو الكرفس أو الخيار، تُعد مشروبات غنية بمركبات طبيعية تُعزز مناعة الجسم، مثل اللوتين، حمض الفوليك، والأبيجينين، وتُعرف هذه العناصر بدورها في إصلاح الحمض النووي، وترطيب الجسم، وتقليل الالتهاب، وهي جميعها عوامل مهمة في الوقاية من السرطان.
وينصح الدكتور سيثي بإضافة رشة من الزنجبيل الطازج للمشروب، لما يحتويه من مركب “جينجيرول”، الذي أظهرت الدراسات تأثيره على الجينات المرتبطة بنمو الخلايا السرطانية، وأشار أيضًا إلى ضرورة تجنب إضافة الفواكه عالية السكر مثل الموز أو التفاح، للحفاظ على فعالية العصير كمشروب مضاد للالتهابات.
اقرأ أيضًا
قبل شرب فنجانك اليومي.. هذه الأدوية لا يجب تناولها مع القهوة
لاتيه الكركم: مشروب ليلي يعزز المناعة
يشتهر لاتيه الكركم أو “الحليب الذهبي” كمشروب ليلي مهدئ، لكنه أيضًا يُعد داعمًا قويًا للجهاز المناعي بفضل مركب الكركمين الموجود في الكركم، هذا المركب يُعرف بخصائصه المضادة للالتهاب، كما تشير الأبحاث إلى دوره المحتمل في تعطيل إشارات الخلايا السرطانية.
ومع أن الكركمين يُعد ضعيف الامتصاص في الجسم، إلا أن مزجه مع الفلفل الأسود، الذي يحتوي على مادة “بيبيرين”، يمكن أن يزيد امتصاصه بنسبة تصل إلى 2000٪. ولتعزيز الفائدة، يُنصح بتحضير المشروب منزليًا باستخدام حليب غير محلى (مثل حليب اللوز أو الشوفان)، مع قليل من زيت جوز الهند للمساعدة على الامتصاص.
تغذية وقائية.. وليست علاجًا
يؤكد الدكتور سيثي في ختام توصياته أن هذه المشروبات ليست علاجًا للسرطان، لكنها أدوات غذائية تدعم الجسم في الوقاية وتعزيز المناعة، من خلال التغذية الواعية، فبإدخالها إلى النظام الغذائي اليومي، يمكن تقوية دفاعات الجسم من الداخل بطريقة طبيعية وعملية.