أعلن وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، أن عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية ارتفع إلى 606 قتلى، مشيراً إلى أن 95% من الضحايا لقوا حتفهم تحت الأنقاض نتيجة انهيار المباني المستهدفة بالقصف.
وزارة الصحة الإيرانية تعلن حصيلة ضحايا الحرب
وقال ظفرقندي، خلال اجتماع للجنة إدارة الأزمة في وزارة الصحة، إن عدد الجرحى بلغ 5332 شخصاً حتى صباح اليوم الثلاثاء، مؤكداً أن الـ24 ساعة الماضية كانت الأعنف منذ بداية الحرب، حيث أسفرت الهجمات المكثفة على مناطق مدنية ومرافق حيوية عن مقتل 107 أشخاص وإصابة 1342 آخرين.

وأضاف أن الأرقام تم التوصل إليها بعد مراجعة دقيقة لبيانات المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف المحافظات، مشدداً على أن القطاع الطبي الإيراني يعمل بطاقته القصوى رغم التحديات الهائلة التي فرضتها العمليات العسكرية.
كما كشف الوزير عن إخلاء ثلاثة مستشفيات خلال الأيام الماضية لحماية المرضى والعاملين فيها، بينما تضررت سبعة مستشفيات وتسع سيارات إسعاف بفعل الغارات، بحسب بيانات رسمية لوزارة الصحة.
وفي منشور على منصة “إكس”، وصف المتحدث باسم الوزارة، حسين كرمانبور، المشاهد داخل المستشفيات بـ”المروعة”، مضيفاً أن الحصيلة تعود إلى ضحايا مدنيين فقط، بينهم 13 طفلاً، أصغرهم رضيع يبلغ شهرين، إضافة إلى خمسة من العاملين في المجال الطبي.
وكانت حصيلة سابقة، أعلنت يوم السبت، قد أشارت إلى مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة نحو 3056 آخرين، ما يكشف عن تصاعد كبير في وتيرة العنف خلال الأيام الأخيرة.
اقرأ أيضًا:
تفاصيل محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ترامب غاضب من نتنياهو ويهدد تل أبيب
خسائر استراتيجية وعسكرية جسيمة
على الصعيد العسكري، تكبدت إيران خسائر فادحة في صفوف كبار قادتها، حيث أكدت مصادر إيرانية مقتل رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري في اليوم الأول من الهجمات، إلى جانب عدد من كبار العلماء النوويين، الذين كانوا من الركائز الأساسية في برنامج طهران النووي.

كما طالت الضربات الإسرائيلية والأميركية عدة منشآت نووية، أبرزها منشأة “فوردو”، وسط حديث إسرائيلي عن تدمير كامل أو جزئي لهذه المواقع الاستراتيجية.
إلى جانب الخسائر البشرية والعسكرية، تعاني إيران من دمار واسع في البنية التحتية، وخسائر اقتصادية متزايدة بسبب توقف الخدمات في عدد من المناطق الحيوية.
إسرائيل تتكتم.. وضحايا في الداخل
في المقابل، أعلنت خدمات الطوارئ الإسرائيلية عن مقتل 28 شخصاً وإصابة أكثر من 1300 آخرين جراء الضربات الإيرانية، بينما تتحفظ السلطات الإسرائيلية عن كشف الحصيلة الحقيقية، وفق مصادر إعلامية.
وتعرضت مدن إسرائيلية لضربات صاروخية مكثفة، وُصفت بأنها من الأشد في تاريخ إسرائيل، ما تسبب في أضرار مادية جسيمة وخسائر اقتصادية واسعة النطاق، خصوصاً في القطاعين التجاري والسياحي.
هدنة هشة ومخاوف من التصعيد
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين حيز التنفيذ أمس الإثنين، بعد 12 يوماً من القتال العنيف، وذلك بوساطة أميركية أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب.
ورغم ترحيب دولي واسع بالاتفاق، إلا أن الطرفين تبادلا الاتهامات بخرق الهدنة بعد ساعات من بدء سريانها، ما يزيد من هشاشة وقف إطلاق النار ويفتح الباب أمام احتمالات تجدد التصعيد العسكري.
وأكد ترامب أن الهدنة تمثل “نقطة بداية”، لكنه أعرب عن عدم رضاه عن التزام الطرفين، داعياً كلاً من طهران وتل أبيب إلى احترام الاتفاق وتفادي الانزلاق مجدداً إلى دائرة العنف.