خلص تقييم استخباراتي أولي أعدته وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إلى أن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة مؤخرًا على منشآت نووية إيرانية لم تُسفر عن تدمير العناصر الأساسية لبرنامج طهران النووي، بل تسببت فقط في تعطيله لبضعة أشهر، بحسب ما نقلته شبكة “سي إن إن” الأميركية عن ثلاثة مصادر مطلعة.
وبحسب التقرير، الذي لم يُعلن عنه رسميًا بعد، فإن الهجمات الجوية التي استهدفت مواقع في فوردو ونطنز وأصفهان نهاية الأسبوع الماضي، لم تؤدِ إلى القضاء الكامل على القدرات النووية الإيرانية، على خلاف ما أكده الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤولون في إدارته.

التقييم الأولي لـ الضربات: ضرر محدود للمكونات الأساسية
قال أحد المصادر المطلعة على التقييم إن التقرير يستند إلى تحليل أجرته القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM) بعد تنفيذ الضربات. وتشير النتائج الأولية إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب لم يُدمَّر، فيما لا تزال معظم أجهزة الطرد المركزي بحالة سليمة.
وأوضح المصدر أن وكالة استخبارات الدفاع الأميركية (DIA) قدّرت أن التأثير الأقصى للهجمات تمثل في “إرجاع البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر فقط”.
اقرأ أيضًا:
إيران تكشف عن حصيلة ثقيلة للضحايا جراء القصف الإسرائيلي.. أكثر من 600 قتيل وآلاف الجرحى
تناقض مع التصريحات الرسمية
تتناقض هذه المعلومات مع ما أعلنه الرئيس ترامب عقب الهجمات، حين قال إن القوات الأميركية “دمرت بالكامل” المنشآت النووية الإيرانية. كما صرّح وزير الدفاع بيت هيغسيث بأن الضربات “قضت على طموحات إيران النووية”.

ورغم تلك التصريحات، يواصل البنتاغون ومجتمع الاستخبارات تقييم الأضرار، وسط احتمال تغيّر النتائج مع توفر بيانات جديدة، خصوصًا أن الضربات كانت متوقعة، وقد تكون إيران قد نقلت معدات أو مخزونات نووية مسبقًا إلى مواقع بديلة.
أمريكا تستهدف القضاء على البرنامج النووي الإيراني
جاءت الضربات الأميركية في أعقاب تصاعد حدة النزاع بين إسرائيل وإيران، ودخول الولايات المتحدة رسميًا على خط المواجهة العسكرية. وأعلنت واشنطن أن الضربات تستهدف منع طهران من تطوير قدرات نووية تهدد أمن المنطقة.
وتواصل إيران نفي الاتهامات الغربية بشأن سعيها لامتلاك سلاح نووي، مؤكدة أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية.

جدل مستمر بشأن فعالية الهجمات
بينما ترى الإدارة الأميركية أن ضرباتها وجهت “ضربة قاضية” للطموحات النووية الإيرانية، يكشف التقييم الاستخباراتي الأولي صورة أكثر تحفظًا، ما يعكس استمرار الغموض حول المدى الحقيقي لتأثير الضربات، ويعيد طرح تساؤلات حول فعالية الخيار العسكري في تحجيم القدرات النووية الإيرانية على المدى الطويل.