في خضم تصاعد التوترات الإقليمية والمواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل، ومع تدخل مباشر من الولايات المتحدة، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن استعداد بلاده “بشكل أساسي” لاستئناف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، مشترطًا تغييرًا في اللهجة السياسية الصادرة من واشنطن، وخاصة من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وفي منشور له عبر منصة “إكس”، دعا عراقجي ترامب إلى “التخلي عن النبرة غير المحترمة وغير المقبولة تجاه المرشد الأعلى علي خامنئي”، قائلاً: “إذا كان الرئيس ترامب صادقًا في رغبته بالتوصل إلى اتفاق، فعليه أن يتوقف عن إيذاء ملايين من أتباع خامنئي المخلصين”.

ضربات متبادلة تؤجل المفاوضات النووية
يأتي هذا التصريح بعد إلغاء جولة سادسة من المفاوضات النووية الأميركية – الإيرانية، والتي كان من المزمع عقدها في العاصمة العمانية مسقط يوم 15 يونيو الجاري، وذلك إثر تصعيد عسكري كبير شهدته المنطقة.
ففي 13 يونيو، شنت إسرائيل هجومًا جوّيًا واسعًا على الأراضي الإيرانية، استهدف مواقع عسكرية وعلمية حساسة، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، من بينهم مسؤولون في الحرس الثوري الإيراني.
ردًا على ذلك، قصفت القوات الأميركية في 22 يونيو ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية: فوردو، نطنز، وأصفهان. وفي أول تصريح رسمي حول حجم الأضرار، أكد عراقجي عبر التلفزيون الإيراني الرسمي أن “الهجمات الأميركية سببت أضرارًا كبيرة للبنية التحتية النووية الإيرانية”.

خسائر جسيمة و”حرب الـ12 يوما”
وخلال ما بات يُعرف بـ**”حرب الـ12 يوما”**، أفاد مسؤول عسكري إسرائيلي لوكالة “رويترز” أن قواته قتلت أكثر من 30 مسؤولاً أمنياً إيرانياً و11 خبيراً نووياً، بعضهم قُتلوا داخل منازلهم. وأكدت وكالة مهر للأنباء أن 56 جنديًا إيرانيًا لقوا حتفهم في المواجهات.
كما أعلنت إيران، يوم الجمعة، يوم حداد وطني على خلفية تصاعد أعداد القتلى، بينما بدأت صباح اليوم السبت في طهران مراسم التشييع الرسمية لـ60 من كبار القادة والعلماء النوويين. ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي مشاهد حية من العاصمة، أظهرت حشودًا ضخمة من المشيعين وهم يرفعون أعلام إيران وصور الضحايا.
اقرأ أيضًا:
عقدان من التحضير.. التفاصيل الكاملة لأخطر عملية جوية إسرائيلية في قلب طهران
وفي حدث لافت، شارك الآلاف في تشييع جنازة رئيس الحرس الثوري الإيراني وعدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين، في مشهد وصفته وسائل الإعلام الرسمية بأنه “تجسيد للوحدة الوطنية في وجه العدوان”.
ترقب دولي لمصير المفاوضات
يُذكر أن ترامب قد لمح خلال قمة أخيرة إلى “إمكانية عقد محادثات جديدة مع إيران الأسبوع المقبل”، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. في ظل هذا التصعيد العسكري غير المسبوق، يبقى مصير المفاوضات النووية الإيرانية الأميركية معلقًا، وسط دعوات دولية لوقف التصعيد وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة.