في تطور جديد بشأن مستقبل تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأحد، أنه تلقى عروضًا من مجموعة من المستثمرين الذين وصفهم بـ”شديدي الثراء”، والذين أعربوا عن رغبتهم في شراء التطبيق الشهير من شركة “بايت دانس” الصينية.
وقال ترامب في تصريحات صحفية: “لقد وجدت مجموعة قوية من الأثرياء الذين يرغبون في الاستحواذ على تيك توك، وسأعلن عن هويتهم خلال أسبوعين تقريبًا”، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الترقب حول مصير المنصة الأكثر استخدامًا بين الشباب الأمريكي.

مهلة جديدة لبايت دانس: 90 يومًا إضافيًا قبل الحسم
وفي سياق متصل، أعلن البيت الأبيض بتاريخ 18 يونيو الجاري، عن تمديد جديد للمهلة الممنوحة لشركة “بايت دانس” لبيع أصول “تيك توك” داخل الولايات المتحدة، لتصل إلى 90 يومًا إضافيًا، تنتهي في منتصف سبتمبر المقبل.
ويأتي هذا التمديد في ظل قانون أمريكي يُلزم الشركة الصينية ببيع التطبيق أو مواجهة خطر الحظر الكامل، ما لم يتحقق تقدم ملموس في عملية البيع.
سلسلة من التأجيلات وسط ضغوط أمنية وتشريعية
يُشار إلى أن الرئيس ترامب سبق أن منح الشركة الصينية مهلتين سابقتين لبيع التطبيق، بعد أن كان من المفترض أن يدخل الحظر الرسمي على “تيك توك” حيز التنفيذ في يناير الماضي.
ورغم التشدد الواضح في الموقف الأمريكي من التطبيقات الصينية، فإن الإدارة الأمريكية اختارت منح “بايت دانس” فرصًا متعددة للتفاوض وإيجاد مشترٍ مناسب، خصوصًا في ظل تعقيد العملية من الناحية القانونية والتجارية.
مخاوف أمنية تتصدر المشهد
تأتي هذه التطورات في ظل مخاوف أمنية متصاعدة عبّرت عنها الإدارة الأمريكية والكونغرس، من احتمال استخدام “تيك توك” كأداة للتجسس أو جمع البيانات لصالح الحكومة الصينية.
وقد دفع هذا القلق الأمني واشنطن إلى فرض تشريعات صارمة تستهدف حماية البيانات الشخصية للمستخدمين الأمريكيين، في وقت تعتبر فيه التطبيقات الصينية، وعلى رأسها “تيك توك”، جزءًا من المنافسة الجيوسياسية المتصاعدة بين الصين والولايات المتحدة.
اقرأ أيضًا
إدارة ترامب تسعى لتعزيز إمدادات الكهرباء لدعم سباق الذكاء الاصطناعي
تيك توك بين السياسة والتجارة
الجدير بالذكر أن “تيك توك” أصبح منذ سنوات محورًا للتجاذب بين الاعتبارات الأمنية والسياسات التجارية، إذ ترى واشنطن أن ملكيته الحالية تمثل تهديدًا استراتيجيًا، في حين تؤكد الشركة المالكة “بايت دانس” أن بيانات المستخدمين الأمريكيين لا يتم نقلها إلى الحكومة الصينية.
ترقب لما بعد المهلة
مع اقتراب نهاية المهلة الجديدة في سبتمبر، يترقب المراقبون إعلان ترامب عن أسماء المستثمرين المحتملين الذين قد يشكلون مخرجًا من الأزمة، وسط تساؤلات حول مدى واقعية عملية البيع، في ظل التشابك بين الأمن القومي والمصالح التجارية.
ويبقى “تيك توك” نموذجًا حيًا لصراع مستمر بين الاقتصاد الرقمي المفتوح، ومخاوف الأمن السيبراني في عصر تتداخل فيه التكنولوجيا مع السياسة بشكل غير مسبوق.