انطلقت أول رحلة طيران تجارية مباشرة من مطار الكويت الدولي إلى مطار دمشق الدولي، وذلك بعد توقف دام أكثر من 13 عامًا بسبب تداعيات الحرب في سوريا في تطور لافت يعكس تحولات متسارعة في العلاقات الإقليمية وربما بداية لانفراجات دبلوماسية قادمة.
ونقلت صحيفة “الأنباء الكويتية” أن إحدى شركات الطيران نفذت الرحلة التي أعادت فتح خط جوي مهم كان مغلقًا منذ العام 2011.

رحلة استثنائية تعيد ربط العائلات والذكريات بين الكويت وسوريا
غادرت الطائرة من مطار الكويت بكامل طاقتها الاستيعابية من الركاب، في مشهد اتسم بالكثير من المشاعر، إذ لم تكن الرحلة مجرّد وسيلة نقل، بل جسراً إنسانياً يربط آلاف العائلات بأوطانهم، وأبناء الجالية السورية في الكويت بعائلاتهم وأرضهم بعد سنوات طويلة من الفراق القسري.
اقرأ أيضًا
أوكرانيا تحذر من تداعيات تعليق الدعم العسكري الأمريكي
وشكّلت هذه الخطوة متنفساً إنسانياً ومناسبة عاطفية لكثير من الركاب الذين عادوا إلى مدنهم وبلداتهم للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية. البعض كان يحمل معه الهدايا والذكريات، والبعض الآخر حمل مشاعر مختلطة من الحنين والأمل والقلق.
الجالية السورية في الكويت.. ثاني أكبر جالية عربية
تعد الجالية السورية في دولة الكويت ثاني أكبر جالية عربية في البلاد، حيث يتجاوز عدد أفرادها 200 ألف شخص، غالبيتهم يعملون في قطاعات حيوية كالصحة والتعليم والقطاع الخاص.
وتأتي هذه الرحلة المباشرة كاستجابة لتطلعات هذه الجالية، التي طالما نادت بتيسير السفر وزيادة الروابط الإنسانية والاقتصادية مع الوطن الأم.
خطوة تحمل أبعادًا إنسانية وسياسية
تشير هذه العودة إلى إمكانية بدء مرحلة جديدة من التواصل بين سوريا ودول الخليج، وتفتح المجال لاحتمال توسيع نطاق الرحلات الجوية مستقبلاً، سواء لأغراض إنسانية أو تجارية أو دبلوماسية. ويُنظر إلى هذه الرحلة باعتبارها إشارة ضمنية إلى تخفيف القيود السابقة، وربما تطور تدريجي في المواقف السياسية تجاه دمشق.
كما أنها تعكس تغيرات إقليمية أوسع تتعلق بإعادة دمج سوريا في الفضاء العربي، في ظل تحركات مشابهة من دول أخرى أعادت فتح سفاراتها أو استأنفت الرحلات الجوية إلى الأراضي السورية.
ترحيب رسمي وشعبي في مطار دمشق
في مطار دمشق الدولي، قوبلت الرحلة بحفاوة وترحيب، حيث كانت في انتظارها فرق استقبال وتنظيم خاصة.
وعبّر العديد من الركاب عن مشاعر الفرح والامتنان بعد سنوات من الغياب، مؤكدين أن الخطوة تشكل بداية جديدة لعلاقة أكثر دفئًا بين الكويت وسوريا.