في أحدث محطات جولته الأوروبية، حذّر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، من مخاطر الانزلاق إلى “مواجهة” بين الصين والاتحاد الأوروبي، داعياً إلى التعاون وتجنّب تضخيم الخلافات، جاء ذلك خلال لقائه مسؤولة السياسة الخارجية الأوروبية، كايا كالاس، في العاصمة البلجيكية بروكسل، يوم الأربعاء.
وقال وانغ، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الصينية، إن بكين والاتحاد الأوروبي “لا ينبغي أن يكونا خصمين رغم خلافاتهما، ولا ينبغي أن يتّجها إلى المواجهة”، مشدداً على أن الصين ليست مصدر التهديدات التي تواجهها أوروبا.

بكين تهدد أمن أوروبا وتدعم موسكو
وفي تصريحات سابقة للاجتماع، أكدت كايا كالاس، أن العلاقة مع الصين تشهد توتراً متزايداً في الشق الأمني، رغم عدم اعتبار بكين خصماً مباشراً، واتهمت الصين بتقديم دعم غير مباشر لروسيا في حربها على أوكرانيا، من خلال تزويد موسكو بالتكنولوجيا الحيوية، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات سيبرانية، والتدخل في الديمقراطيات الأوروبية، واعتماد ممارسات تجارية “غير عادلة”.
كالاس اعتبرت أن بكين تعاني “تناقضاً” في سلوكها، بين مساعدة روسيا على خوض الحرب، والسعي في الوقت نفسه لتعزيز العلاقات مع أوروبا، داعية الصين إلى استخدام نفوذها في الحفاظ على النظام الدولي.
الصين.. لسنا مصدر تهديد لأوروبا
رد وانغ يي بأن الصين لم تكن في أي وقت من الماضي أو الحاضر أو المستقبل سبباً في الأزمات التي تواجهها أوروبا، داعياً إلى إعادة صياغة العلاقة على أسس من “الاحترام المتبادل” والابتعاد عن عقلية الحرب الباردة.
تحرك دبلوماسي صيني لصد الضغوط الأمريكية والأوروبية
تحاول بكين خلال هذه الجولة، التي تشمل أيضاً ألمانيا وفرنسا، تقديم نفسها كقوة موازنة مستقرة في ظل التوترات العالمية، لا سيما مع الولايات المتحدة، وقال وانغ: “الصين ليست الولايات المتحدة، ولا يجب أن يُقاس سلوكها على ضوء السياسات الأمريكية”.
يأتي ذلك في وقت يهدد فيه المسؤولون الأمريكيون بفرض رسوم جمركية إضافية على صادرات الاتحاد الأوروبي، ما يعزز من استراتيجية الصين لكسب شركاء أوروبيين في مواجهة الضغط الأمريكي.
قضايا ساخنة على طاولة الحوار
تطرق الجانبان خلال الاجتماعات إلى عدد من القضايا الدولية، أبرزها الحرب في أوكرانيا، والنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، والبرنامج النووي الإيراني، ودعا وانغ أوروبا إلى تبنّي سياسة “أكثر واقعية ونشاطاً” تجاه الصين.
والتقى وانغ خلال زيارته مسؤولين بارزين في الاتحاد الأوروبي، من بينهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ووزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو، قبل أن يتوجه إلى ألمانيا ثم فرنسا ضمن جولته الأوروبية.
اقرأ أيضًا
بعد انقطاع 13 عاماً.. أول رحلة جوية مباشرة من الكويت إلى سوريا
انتقادات صينية حادة للولايات المتحدة
بالتزامن مع هذه التحركات، هاجم مسؤول صيني رفيع المستوى، وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، واتهمه بـ”التحريض على النزاع”، عقب دعوة الأخير لحلفاء واشنطن إلى تعزيز قدراتهم العسكرية لردع الصين.
وقال ليو جيانتشاو، رئيس الدائرة الدولية في الحزب الشيوعي الصيني، إن “ما يريده هيغسيث هو القوة وليس الحوار”، منتقداً ما وصفه بـ”تفكير الهيمنة” الذي يقود السياسات الأميركية في آسيا.
“شاندونغ” ترسو في هونغ كونغ بعد مناورات غربية
في سياق آخر، رست حاملة الطائرات الصينية “شاندونغ” في هونغ كونغ، اليوم الخميس، بعد مشاركتها في مناورات قتالية غرب المحيط الهادئ، وستبقى الحاملة في هونغ كونغ لمدة خمسة أيام، تتخللها فعاليات ثقافية وعروض للزوار، في ذكرى مرور 28 عاماً على عودة المدينة إلى السيادة الصينية.
وتعد “شاندونغ” أول حاملة طائرات تُصنع بالكامل في الصين، ودخلت الخدمة عام 2019، وتمتلك بكين حالياً حاملتين، مع ثالثة قيد الاختبار، وسط توتر متزايد مع دول الجوار، خصوصاً في بحر الصين الجنوبي.
اقتراب “خطير” من طائرات يابانية
وفي تطور ميداني، أعلنت اليابان أن مقاتلات صينية أقلعت من “شاندونغ” واقتربت بشكل خطير من طائرة دورية يابانية، على مسافة 45 متراً فقط، وهو ما نفته بكين، في وقت تتواصل فيه المناورات العسكرية الصينية قرب تايوان والفلبين.