لم تتمالك كيت ميدلتون، أميرة ويلز، نفسها من العناق حين رأت وجهًا مألوفًا وسط حشدٍ مزدحم خلال زيارتها الرسمية للكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء في لندن في فبراير 2018.
ففي لحظة دفء نادرة، التقت بالبروفيسورة جاكلين دانكلي-بنت، القابلة التي ساعدت في ولادة ابنتها الأميرة شارلوت قبل ثلاث سنوات، فبادرتها بعناق حار.
كيت ميدلتون أميرة ويلز تكسر البروتوكول الملكي
كانت كيت حينها حاملاً في شهرها السابع بالأمير لويس، وقد جاءت الزيارة بمثابة إعلان رسمي عن اختيارها راعيةً جديدةً للكلية، إلى جانب توليها رعاية حملة “التمريض الآن”.
وخلال الزيارة، جابت كيت أقسام مستشفى سانت توماس، وزارت جناح الأطفال “سنو ليوبارد”، قبل أن تلتقي بعدد من القابلات في جلسات حوارية مباشرة، توّجت بلحظة اللقاء العاطفي مع القابلة التي كانت شاهدةً على إحدى أكثر لحظات حياتها خصوصية وإنسانية.
الصورة التي جمعت كيت بقابلتيها – أرونا أحمد والبروفيسورة دانكلي-بنت – خارج المستشفى بعد ولادة الأميرة شارلوت عام 2015، ما زالت محفورة في الذاكرة البريطانية، حيث لم يستغرق مخاض كيت آنذاك سوى 154 دقيقة فقط.
وكان فريق من ثلاث قابلات يعملن على نوبات تمتد 24 ساعة في اليوم، على أهبة الاستعداد لأكثر من شهر، تحسبًا لوصول الأميرة في وقت مبكر.
البروفيسورة دانكلي-بنت، التي شاركت أيضًا في ولادة الأمير جورج عام 2012، بنت علاقة متينة مع الأميرة كيت، تجلّت لاحقًا في تكريمها العلني والمؤثر. وفي عام 2019، تُوجت مسيرتها المهنية بتعيينها في أعلى منصب في مجال القبالة في إنجلترا، كأول “رئيسة قابلات” في البلاد، لتُشرف على تنفيذ سياسات السلامة والدعم في مجال رعاية الأمومة.
ورغم ما يُفرض على أفراد العائلة المالكة من قواعد بروتوكولية صارمة، إلا أن كيت عُرفت بكسرها لهذه القواعد، خاصة من خلال عناق المعجبين والدردشة المطولة معهم.
ويُذكر أن الملكة إليزابيث الراحلة كانت قد قالت يوماً لميشيل أوباما إن “البروتوكول الملكي مجرد هراء”، في إشارة إلى مرونة تطبيقه عندما تستدعي اللحظة الإنسانية ذلك.
الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد
الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد، التي ترعاها كيت، لها تاريخ عريق من العلاقات مع العائلة المالكة، تعود إلى الملكة الأم إليزابيث، التي كانت راعيةً لها منذ عام 1947، ونالت زمالة فخرية منها.
وفي ديسمبر 2019، وجهت كيت رسالة مفتوحة أشادت فيها بالقابلات، مؤكدةً أن ما يُقدمنه من تعاطف ولطف هو ما يصنع الفارق الحقيقي في أصعب لحظات الحياة، وأن أثرهن يمتد إلى مستقبل الطفولة المبكرة.
وفي نهاية نوفمبر من العام نفسه، خاضت كيت “تجربة عملية” خاصة من خلال قضاء يومين في وحدة الولادة بمستشفى كينغستون جنوب غرب لندن، لتتعرّف عن قرب على واقع العمل في الخطوط الأمامية لرعاية الأمومة.
ووصفت هذه التجربة بأنها “شرف”، في تعبير آخر عن احترامها العميق للمهنة.
وفي عام 2022، شاركت كيت الأميرة آن أول مشاركة ملكية مشتركة لهما، بزيارة لمقر الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد والكلية الملكية للقابلات، حيث استعرضتا آليات التعاون بين المؤسستين لتعزيز رعاية الأمومة الآمنة.
وقد شمل اللقاء عروضًا لوسائل تدريب جديدة تهدف لدعم العاملين الصحيين، خاصةً في حالات الولادة القيصرية المعقدة.
اقرأ أيضًا
مهرجان عمّان السينمائي ينطلق بفيلم فلسطيني ورسالة تضامن مع غزة

كيت والأميرة آن بلحظات شخصية
خلال الزيارة، تطرّقت كيت والأميرة آن إلى لحظات شخصية، حيث ضحكتا وهما تستعيدان حادثة تعثر كيت بشاحنة تجرها الخيول أثناء حملها، والتي تسببت لها بخوف حقيقي من احتمال تأذي الجنين.
كيت لم تُخفِ صعوبة تجارب حملها، خاصة مع معاناتها من غثيان الصباح الحاد، وسبق أن تحدثت بصراحة في بودكاست “أم سعيدة، طفل سعيد” عام 2020، قائلة إنها فضّلت المخاض على الحمل، لأنه كان رغم ألمه لحظة تعرف أنها ستنتهي.
وعلاقة أفراد العائلة المالكة بالقابلات لم تقتصر على كيت. ففي عام 2014، انفجرت صوفي، دوقة إدنبرة، بالبكاء عند لقائها بإحدى القابلات اللواتي ساعدنها في ولادة ابنتها الليدي لويز، في مشهد مؤثر وثّقه فيلم وثائقي بعنوان “إدوارد وصوفي: هل هما من العائلة المالكة المترددة؟”.
ولدت الليدي لويز بعد حمل معقد في نوفمبر 2003، وكانت مصابةً بالحول الإنسي، الذي تم تصحيحه لاحقًا عبر الجراحة. وعندما عادت صوفي لاحقًا إلى مستشفى فريملي بارك والتقت بقابلتها، لم تستطع إخفاء امتنانها.
أما كيت، فقد تحوّلت إلى صوت قوي داخل العائلة المالكة في دعم الأمهات الجدد، وزياراتها لوحدات الأمومة لم تكن بروتوكولية فقط، بل إنسانية بامتياز.
وتحدثت عن أهمية الدعم النفسي أثناء الحمل، وسلطت الضوء على تحديات الصحة النفسية، رافعةً الوعي بأهمية السنوات الأولى من عمر الطفل، ومشددة على الدور الحيوي للقابلات في هذه الرحلة.
ربما لا شيء يُجسّد هذا الارتباط الإنساني أكثر من لحظة العناق تلك في لندن، حين التقت كيت بقابلتها وسط الحشود. كانت لحظة بلا كلمات، لكن معناها كان أبلغ من أي خطاب رسمي.