في تطور لافت يعكس تصاعد التوتر بين إسرائيل و”حزب الله”، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، شنّ سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع عسكرية وبنية تحتية تابعة للحزب في منطقتي البقاع وجنوب لبنان، في وقت أكد فيه الحزب استعداده لكافة السيناريوهات، سواء للمواجهة أو التهدئة، مشددًا على تمسكه بحق الدفاع عن الأراضي اللبنانية.
وفي بيان رسمي، قال الجيش الإسرائيلي إنه “نفذ ضربات دقيقة على عدد من المواقع العسكرية، وبنى تحتية استراتيجية تستخدم لتخزين وإنتاج الأسلحة، إلى جانب منصة لإطلاق الصواريخ تابعة لحزب الله، وذلك في منطقتي البقاع وجنوب لبنان”. وأضاف البيان أن “هذه الأنشطة تمثل انتهاكًا صريحًا للتفاهمات الأمنية بين إسرائيل ولبنان، وتشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن إسرائيل القومي”، مؤكدًا أن الجيش سيواصل عملياته لإزالة “أي تهديد قائم”.
من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ ثلاث غارات استهدفت منطقة جرد بلدة بوداي الواقعة غرب مدينة بعلبك، كما طالت إحدى الغارات أطراف بلدتي أرزي وبرج رحال شمال شرق مدينة صور، ما أدى إلى حالة من التوتر والاستنفار في صفوف الأهالي والقوى الأمنية اللبنانية.
حزب الله: مستعدون للسلم… والمواجهة
في المقابل، ردّ “حزب الله” عبر تصريحات أدلى بها نائب أمينه العام، الشيخ نعيم قاسم، قال فيها إن حزب الله مستعد للسلم وبناء الدولة، مثلما هو مستعد للمواجهة والدفاع عن لبنان، مؤكدًا: “نحن جزء لا يتجزأ من مسار نهضة لبنان، ولكننا في الوقت ذاته لن نتوانى عن الرد والدفاع إذا استمر العدوان”.
وأكد قاسم أن الحزب “جاهز للمرحلة المقبلة، شرط أن توقف إسرائيل خروقاتها، وتفرج عن الأسرى، وتتراجع عن ممارساتها العدوانية”، مستغربًا في ذات الوقت مطالبة البعض للحزب بتسليم سلاحه “الذي يشكّل حجر الزاوية في قدرة لبنان الدفاعية”، حسب وصفه.
كما شدد على أن تنفيذ اتفاق التهدئة يتطلب من إسرائيل الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف عمليات القصف والانتهاكات المتكررة للسيادة اللبنانية. وأضاف: “كيف يُطلب منا التراخي، والعدو لا يزال يحتل، ويقصف، ويعتقل؟”.
اتفاق السلاح بيد الدولة: موقف جديد
في سياق متصل، نقلت مراسلة “سكاي نيوز عربية” في بيروت عن مصادر مطلعة أن “حزب الله” سلّم، مساء الجمعة، رده الرسمي بشأن ملف سلاحه ضمن المشاورات الجارية مع القوى اللبنانية والدولية، مشيرة إلى أن حزب الله وافق مبدئيًا على مبدأ “حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية”، مع تمسكه بمطالب مشروطة ترتبط بوقف الاعتداءات الإسرائيلية وانسحاب تل أبيب من النقاط الحدودية الخمس التي لا تزال موضع نزاع.
وأكدت المصادر أن الحزب اشترط إدراج هذه المطالب ضمن أي اتفاق نهائي يخصّ مستقبل سلاحه، رافضًا “مقاربة الملف بمعزل عن الواقع الميداني والسياسي”، وهو ما يعكس – بحسب مراقبين – انفتاحًا محدودًا نحو التسويات، لكنه يبقي الباب مفتوحًا أمام كل الاحتمالات، بما فيها التصعيد العسكري.
خروقات مستمرة… وتفاهمات هشة
وتشير تقارير لبنانية ودولية إلى أن إسرائيل “خرقت اتفاق وقف إطلاق النار آلاف المرات” منذ عام 2006، فيما تتزايد الدعوات الدولية لضبط النفس ومنع انزلاق الوضع إلى حرب شاملة، خاصة مع احتدام الصراع في غزة وتصاعد التوترات على الجبهتين السورية واللبنانية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل جهود دبلوماسية مكثفة تبذلها جهات إقليمية ودولية لتثبيت وقف إطلاق النار وتفعيل اتفاقات التهدئة بين لبنان وإسرائيل، وسط مخاوف من أن يؤدي أي تصعيد غير محسوب إلى اندلاع مواجهة عسكرية شاملة على الحدود الشمالية لإسرائيل، تمتد آثارها إلى عموم المنطقة.
تابع ايضًا…“بريكس” تطالب بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة وتندد بالضربات على إيران