في خطوة أثارت مخاوف الأسواق المالية وأربكت الشركاء التجاريين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات اليابان وكوريا الجنوبية، بدءًا من 1 أغسطس 2025، ما لم تُبرم الدولتان اتفاقات تجارية جديدة مع الولايات المتحدة قبل حلول هذا الموعد.
وتم الكشف عن القرار عبر منصّة “تروث سوشيال”، حيث نشر ترامب نسخًا من الرسائل التي وجهها إلى زعيمي البلدين، معللًا خطوته بما وصفه بـ”عجز الميزان التجاري”، ومتهماً طوكيو وسيول باتباع سياسات تجارية تُعيق نفاذ السلع الأميركية إلى أسواقهما. وكتب ترامب في رسالته: “25% أقل بكثير مما هو مطلوب لإلغاء الفجوة التجارية مع بلدكم”، مؤكدًا أن الشركات التي تصنع منتجاتها داخل أميركا لن تشملها الرسوم، بل ستحصل على تصاريح سريعة خلال أسابيع.

ترامب يتسبب في تراجع الأسهم الأمريكية
ورغم تأكيدات البيت الأبيض بأن هذه الرسوم الجديدة لن تتداخل مع الرسوم القطاعية الحالية، فإن الإعلان فجّر موجة هبوط حادة في بورصة وول ستريت، حيث خسر مؤشر داو جونز ما يصل إلى 530 نقطة (1.2%)، وتراجع ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.87%، بينما انخفض ناسداك بنسبة 0.9%. كما سجلت أسهم شركات السيارات اليابانية الكبرى المدرجة في السوق الأميركية تراجعًا حادًا؛ حيث هبطت أسهم نيسان بنسبة 7.5%، وتويوتا بـ4.1%، وهوندا بـ3.8%.
ويُعد هذا التصعيد جزءًا من حملة أوسع ينفذها ترامب لإعادة هيكلة العلاقات التجارية مع عشرات الدول، مع انتهاء فترة التجميد الجمركي التي استمرت 90 يومًا منذ 9 أبريل. وقد أعلن الرئيس الأميركي عزمه إرسال رسائل مماثلة إلى نحو 10-12 دولة يوميًا خلال الأيام المقبلة، ضمن ما وصفه بـ”إعادة التوازن التجاري”، في وقت يلوّح فيه بإمكانية تعديل الرسوم بالزيادة أو النقصان وفقًا لتطور العلاقات الثنائية.
قلق في الأسواق وتحذيرات دولية
تسبب الإعلان في حالة من الترقب في الأسواق العالمية، حيث عبّر مراقبون عن قلقهم من تداعيات اقتصادية محتملة، خصوصًا أن الواردات اليابانية والكورية تشمل قطاعات استراتيجية مثل السيارات وقطع الغيار والرقائق والأدوية.
في السياق ذاته، أعرب قادة مجموعة “بريكس” خلال قمتهم في البرازيل عن قلقهم البالغ من القرارات التجارية الأميركية، معتبرين أن “رسوم ترامب الجمركية تهدد استقرار الاقتصاد العالمي”.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه البيت الأبيض تلقي ردود رسمية من طوكيو وسيول خلال الأيام القليلة المقبلة، أكّد ترامب أن “أي رد بالمثل من الدولتين سيُقابل بزيادة جديدة في نسبة الرسوم المفروضة”.
الأسواق تترقب… والمحللون يدعون إلى الحذر
من جانبه، قال سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأميركي، إن الإدارة تتوقع الإعلان عن عدد من الصفقات التجارية الجديدة خلال الـ48 ساعة المقبلة، إلا أنه حذر من أن الرسوم سترتفع “بشكل كبير” إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقات بحلول أول أغسطس.
وفي تحليل للوضع، أوضح موهيت كومار، كبير الاستراتيجيين في “جيفريز”، أن الرسائل تهدف بشكل أساسي إلى الضغط على الدول لإبرام اتفاقات سريعة، معتبرًا أن انخفاض الأسهم قد يكون فرصة للشراء في المدى المتوسط، رغم التوتر الحالي.
في المقابل، قال جيم بيرد، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة “بلانت موران”، إن المرحلة المقبلة مرشحة لمزيد من التقلبات، مضيفًا: “إذا تعلّمنا شيئًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، فهو أن الأمور قد تتغير بشكل مفاجئ جدًا”.
تابع ايضًا..مرحلة جديدة من الرسوم الجمركية.. رسائل ترامب إلى 100 دولة وتحذيرات من تداعيات اقتصادية