تشهد منطقة ناربون الواقعة في جنوب فرنسا حالة طوارئ بيئية وإنسانية، بعد أن اندلع حريق غابات ضخم التهم أكثر من 2000 هكتار من المساحات الخضراء، أي ما يعادل 20 كيلومترًا مربعًا، مما أدى إلى إجلاء مئات السكان بعد أن وصلت ألسنة اللهب إلى أطراف منازلهم، وفقًا لصحيفة لابانغوارديا الإسبانية.

أكثر من ألف رجل إطفاء و5 إصابات بحريق فرنسا
وأعلنت سلطات إقليم أود، يوم الثلاثاء، عن تعبئة واسعة النطاق لأكثر من 1000 رجل إطفاء، في محاولة لاحتواء الحريق الذي وُصف بأنه من أكثر الحرائق تدميرًا خلال السنوات الأخيرة في المنطقة. وأفادت الجهات المعنية بأن خمسة من رجال الإطفاء أُصيبوا بجروح طفيفة خلال عمليات المكافحة المستمرة.
اقرأ أيضًا
تمهيدًا لقمة حاسمة مع ترامب.. نتنياهو يلتقي روبيو في واشنطن
حريق غير مُسيطر عليه حتى الآن
وحذّرت خدمات الطوارئ الفرنسية من أن الحريق “لا يزال مشتعلاً بشدة”، وسط ظروف جوية غير مواتية، بما في ذلك الرياح العنيفة التي تجاوزت سرعتها 90 كيلومترًا في الساعة. كما أكدت أن حركة المرور لا تزال مضطربة للغاية في المناطق المتأثرة، مما يزيد من تعقيد جهود الإخلاء والسيطرة.
مأساة إنسانية وحيوانية
في مشهد يعكس حجم الكارثة، روت ناتالي بوينو، مديرة إسطبل لركوب الخيل في المنطقة، وهي سيدة تبلغ من العمر 60 عامًا، معاناتها بعد أن اجتاحت النيران إسطبلها:”لقد فقدت كل شيء. أنا الآن في سيارتي مع كلابي الستة. بعض خيولنا نفقت في الحريق، لكننا تمكّنا بمساعدة الجيران من إنقاذ حوالي 30 منها”.
طريق A9 يتحول إلى مأوى للمحاصرين
وأُجبر العديد من الأشخاص على البقاء داخل سياراتهم طوال الليل بعد أن حوصرت حركة المرور على الطريق السريع A9، وهو طريق دولي يربط فرنسا بإسبانيا.
وقد تم توفير مأوى مؤقت لـ نحو 150 شخصًا في مدينة ملاهي بمدينة ناربون، إلى جانب صالات رياضية في بلدات مجاورة.
أمطار مفاجئة ورياح قوية
وبحسب أدريان وارنان، المتحدث باسم وكالة الأرصاد الجوية الفرنسية، فإن الحريق اندلع بشكل مفاجئ حوالي الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الإثنين، بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة لأسباب غير معروفة، وذلك في أحد كروم العنب قرب جبال كوربيير. ومع وجود رياح قوية، انتشرت النيران بسرعة كبيرة يصعب السيطرة عليها.
ثلاثة حرائق خلال أسبوع واحد
الحريق الأخير يُعد الثالث الذي يضرب المنطقة خلال أسبوع واحد فقط، ما أثار مخاوف واسعة بشأن استعداد البنية التحتية لمواجهة الحرائق المتكررة، التي تتزايد سنويًا نتيجة التغيرات المناخية والجفاف.
فرنسا في مواجهة ألسنة اللهب مجددًا
مع استمرار الرياح وقلة الأمطار المنتظمة، يبدو أن فصل الصيف سيكون ثقيلًا على جنوب فرنسا، حيث تتكرر مشاهد النيران، الإخلاء، وخسائر الطبيعة.
ومع كل حريق، تزداد الدعوات لتحسين الجاهزية البيئية وتعزيز الإجراءات الوقائية، في مواجهة واقع مناخي أكثر قسوة وتطرفًا.