أعلنت وزارة الداخلية السورية، في بيان رسمي، عن إلقاء القبض على العميد رياض حمدو الشحادة، أحد أبرز القيادات السابقة في جهاز الأمن السياسي، وذلك في عملية وصفتها بـ”الأمنية الدقيقة” نُفذت في ريف حمص.
الداخلية السورية تعلن تفاصيل توقيف الشحادة
وأوضح البيان أن العملية جرت في منطقة تلكلخ بريف حمص، وأسفرت عن توقيف الشحادة، الذي شغل عدة مناصب أمنية بارزة في مختلف المحافظات السورية، وكان آخرها رئيس فرع الأمن السياسي في العاصمة دمشق.
وأشارت الداخلية السورية إلى أن العميد الموقوف يُشتبه في تورطه بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات واسعة بحق المدنيين، خلال فترة توليه مناصب أمنية في عهد النظام السابق.
وذكر البيان أن التهم الموجهة إليه تشمل:
تنفيذ عمليات تصفية جسدية لعدد كبير من المعارضين، من بينهم نساء.
قيادة حملات اعتقال تعسفية بأوامر مباشرة منه.
انتهاك حقوق الإنسان خلال سنوات النزاع.
إحالة إلى القضاء واستمرار التحقيقات
أكدت الجهات المعنية أن الشحادة قد أُحيل إلى القضاء المختص، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، وذلك في إطار “المسار القضائي لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات والجرائم المرتكبة خلال سنوات الحرب السورية”.

خطوة في مسار العدالة
وتُعد هذه الخطوة جزءًا من سلسلة تحركات رسمية تهدف إلى تعزيز مبدأ المساءلة، وتحقيق العدالة للضحايا، وسط مطالبات متزايدة من الأوساط الشعبية والمنظمات الحقوقية بمحاكمة كل من تورط في جرائم القمع والتصفية خلال العقد الماضي.
اقرأ أيضًا:
الجيش التركي يعلن مصرع 12 جنديًا بغاز الميثان في شمال العراق خلال عملية عسكرية
ويأتي هذا التطور بينما تواجه الدولة السورية ضغوطًا داخلية وخارجية لإصلاح مؤسساتها الأمنية، والحد من الإفلات من العقاب في قضايا الانتهاكات الجسيمة، خاصة بعد التقدم في عدد من ملفات المحاسبة الدولية المتعلقة بالجرائم ضد الإنسانية.
وتبقى الأنظار معلّقة بما ستؤول إليه التحقيقات مع أحد أبرز رجال الظل في الجهاز الأمني السوري خلال سنوات النزاع، في وقت يتطلع فيه الشارع السوري إلى لحظة طال انتظارها: لحظة محاسبة المتورطين، وكشف الحقيقة، وفتح أبواب العدالة في وجه كل من أجرم بحق شعبه.