علق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الأنباء المتداولة حول نية رجل الأعمال إيلون ماسك تأسيس حزب سياسي جديد، قائلاً إنه يعتقد أن هذا الأمر “سيكون في صالحه”، رغم التوتر الواضح الذي تصاعد بين الجانبين في الآونة الأخيرة.

وخلال اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض، وردًا على سؤال بشأن احتمال دخول ماسك عالم السياسة من خلال تشكيل قوة ثالثة مستقلة، قال ترامب:“أعتقد أن هذا سيكون لصالحنا. على الأرجح سيكون كذلك، فوجود أحزاب ثالثة كان دائمًا في صالحي.”
اقرأ أيضًا
تمهيدًا لقمة حاسمة مع ترامب.. نتنياهو يلتقي روبيو في واشنطن
خلفية العلاقة بين ترامب وماسك
يُعدّ إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات “تسلا” و”سبيس إكس” وأغنى شخص في العالم حاليًا، من الأسماء التي كانت لفترة طويلة قريبة من دوائر الحكم الجمهوري.
حتى وقت قريب، شغل ماسك منصب مدير هيئة تحسين كفاءة الحكومة الأميركية (DOGE)، وهي جهة استشارية غير رسمية تولّت مهمة تطوير الأداء الحكومي، حيث عمل فيها بصفة تطوعية وبدون أجر، وكان يُنظر إليه كأحد “العقول الداعمة” للإدارة الجمهورية.
ولكن، ووفقًا لما كشفته عدة صحف أميركية، فإن العلاقة بين الطرفين بدأت تتآكل خلف الكواليس في الأسابيع الأخيرة، نتيجة خلافات تتعلق بالمصالح التجارية لماسك، وبعض السياسات التي تبنتها إدارة ترامب، لا سيما في ملف الرسوم الجمركية والتشريعات الاقتصادية.

جدال علني عبر منصات التواصل
في 5 يونيو الماضي، خرج التوتر عن إطاره المغلق إلى العلن، حين نشب جدال صاخب بين الطرفين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقد بدأ ماسك السجال بتصريحات مفاجئة قال فيها إن “دون دعمي، لم يكن ترامب ليفوز في انتخابات نوفمبر 2024″، في إشارة إلى تأثيره على قطاعات من الناخبين والتمويل الانتخابي.
وأضاف ماسك أنه بات يؤيد فكرة محاولة عزل ترامب مرة أخرى، ووجّه انتقادات لاذعة إلى مشروع القانون الذي طرحته الإدارة، إلى جانب السياسات الجمركية التي اعتبرها “ضارة بالصناعة والابتكار”.
رد الرئيس الأميركي لم يتأخر، إذ هاجم ترامب ماسك في تصريحات علنية، واصفًا إياه بـ”المجنون”.
وأضاف أن الأخير “توقف في مرحلة ما عن أداء واجباته بضمير حي” خلال إشرافه على عمل DOGE.
كما لمح إلى أن ماسك كان مدفوعًا بدوافع شخصية وتجارية، وأن مواقفه الأخيرة ليست إلا محاولة لإعادة توجيه الأضواء نحوه مع قرب الاستحقاقات الانتخابية.
رغم التوترات، فإن حديث ماسك عن تشكيل حزب سياسي جديد يشغل بال الأوساط السياسية في واشنطن، حيث يخشى الديمقراطيون من أن يؤدي دخول شخصية مثل ماسك إلى تقسيم الأصوات في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وبحسب مراقبين، فإن ماسك يمتلك المال، النفوذ، والتأثير التكنولوجي، وهي ثلاثية نادرة في عالم السياسة، وقد يجذب قوى شبابية وتكنولوجية من خارج الإطارين الجمهوري والديمقراطي.
ومع أن ترامب عبّر عن ثقته بأن وجود حزب ثالث سيصب في مصلحته، إلا أن المتابعين لا يستبعدون أن يشكل هذا تحديًا انتخابيًا غير تقليدي، قد يغير قواعد اللعبة المعتادة في السباق نحو البيت الأبيض.
تحالف سياسي ينقلب إلى خصومة مفتوحة
تطور العلاقة بين ترامب وإيلون ماسك من الشراكة الاستشارية إلى الخصومة المعلنة، يعكس تحولات عميقة في المشهد السياسي الأميركي، حيث لم تعد الاصطفافات الحزبية التقليدية كافية لاحتواء الطموحات الفردية والتباينات الفكرية.
ومع تزايد الحديث عن ترشيحات جديدة، وأحزاب بديلة، وخلافات داخل النخبة الجمهورية، يبدو أن الانتخابات القادمة ستكون أكثر تعقيدًا مما كان متوقعًا.