انتقدت إيران، اليوم الإثنين، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرةً أنها تكيل بمكيالين، وأصبحت أداة ضغط سياسي، بسبب تجاهلها ما وصفته بـ”الخروقات النووية الألمانية”، رغم استضافة برلين أسلحة نووية أمريكية على أراضيها، وهو ما اعتبرته طهران انتهاكًا واضحًا لـمعاهدة حظر الانتشار النووي.
وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في مؤتمر صحفي، إن الوضع الطبيعي كان يستوجب عقد اجتماع عاجل لمجلس المحافظين للنظر في انتهاكات ألمانيا، إلا أن الصمت الدولي حول هذه المسألة “يؤكد انحياز الوكالة الدولية وتجاهلها المتعمد للمعايير الدولية”.

طهران: “سناب باك” أداة سياسية لا تستند لأي أساس قانوني
وفي تعليق على آلية “سناب باك”، التي تهدد أطراف غربية بتفعيلها لإعادة فرض العقوبات على طهران، قال بقائي إن هذه الآلية “لا أساس قانونيًا أو سياسيًا لها، بل إنها استغلال انتقائي لبند مدرج في القرار 2231”.
وأكد أن إيران ما زالت تعتبر نفسها طرفًا في الاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن خفض التزاماتها جاء بعد عام كامل من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، دون أن تتحرك الدول الأوروبية لإنقاذه، وتابع: “الدول الأوروبية نفسها انتهكت التزاماتها ولم تلتزم ببنود الاتفاق، وبالتالي فهي تفتقر إلى أي شرعية قانونية للجوء إلى مثل هذه الإجراءات”.
طهران تحذّر من رد قوي في حال تفعيل “سناب باك”
وصف بقائي التلويح بآلية “الزناد” بأنه خطوة سياسية تصعيدية تهدف فقط إلى الضغط على إيران، مؤكدًا أن إيران سترد بشكل مناسب على أي تحركات من هذا النوع، وقال إن النظام الأمريكي فرض عقوبات متعددة الطبقات على إيران على مدى سنوات، لكن الشعب الإيراني أثبت قدرته على الصمود أمام هذه الضغوط.
جهود وساطة إقليمية ودولية لا تزال مستمرة
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن العديد من الدول الصديقة في المنطقة وخارجها بذلت ولا تزال تبذل جهودًا للوساطة بين إيران والولايات المتحدة، خصوصًا بعد التوترات الأخيرة التي أعقبت الاعتداء الإسرائيلي على إيران، وأوضح أن هذه المبادرات تأتي ضمن محاولات لخلق مناخ ملائم لاستئناف المحادثات النووية.
اقرأ أيضًا
الرئيس الأمريكي ينتقد بوتين علنًا: «كنت أظنه يفي بوعوده»
لا لقاء محدد مع الجانب الأمريكي حتى الآن
وحول إمكانية عقد لقاء بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ومبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، أكد بقائي أنه “لم يتم تحديد أي تاريخ أو مكان للمفاوضات المحتملة”، مؤكدًا أن إيران لا تمانع التفاوض لكن بشروط واضحة.
وأضاف: “الدبلوماسية بالنسبة لنا أداة لتحقيق المصالح الوطنية وليست مجرد استعراض إعلامي، كنا صادقين في نوايانا، لكن العدوان الإسرائيلي والسكوت الغربي شجّعا على تقويض المسار التفاوضي”.
إيران: الدول الأوروبية فشلت في الوفاء بالتزاماتها
في ختام تصريحاته، شدد بقائي على أن إيران على تواصل مستمر مع الدول الأوروبية الثلاث، في إطار السعي لحماية مصالحها، مؤكدًا أن الاتحاد الأوروبي يتحمّل مسؤولية كبيرة في ما آلت إليه الأمور بسبب عدم وفائه بتعهداته.
وقال إن تفعيل “سناب باك” من قبل الأوروبيين “يعني أنهم تخلوا عن دورهم السياسي، وعليهم أن يعيدوا تقييم سياساتهم قبل اتخاذ خطوات لا مبرر لها قانونيًا أو أخلاقيًا”.