فيما يشكّل فصل الصيف فرصة مثالية للعائلات للاجتماع وتمضية أوقات ممتعة بعد عام من الانشغالات، تبرز موجات الحر والحرارة المرتفعة كأحد أكبر التحديات التي قد تنغّص هذه اللحظات، بل وتحمل معها مخاطر صحية جدية للصغار والكبار على حد سواء.
وفي هذا السياق، حذر الدكتور بريان بوساك، أستاذ الصحة العامة في كلية تشارلستون بالولايات المتحدة، من التأثيرات المتفاقمة للحرارة الشديدة، مشيرًا إلى أن الارتفاع المطرد في درجات الحرارة والرطوبة بات مصدر قلق صحي متزايد، وفق ما أوردته صحيفة الإندبندنت البريطانية.
موجات الحر.. تطور تدريجي وخطر قاتل
أوضح بوساك أن الأمراض المرتبطة بالحرارة تتدرج من حالات خفيفة إلى مهددة للحياة، تبدأ بـ الطفح الجلدي والتقلصات الحرارية نتيجة التعرق المفرط، وقد تتطور سريعًا إلى الإجهاد الحراري، الذي يتمثل في أعراض مثل الدوار، والغثيان، والضعف العام، والتعرق الزائد، والصداع، والعطش.
ويُعد الإجهاد الحراري الناتج عن موجات الحر مرحلة خطيرة تشير إلى فقدان الجسم قدرته على ضبط حرارته الداخلية. في هذه المرحلة، ينصح الخبراء باتخاذ إجراءات فورية، منها:
الانتقال إلى مكان بارد أو مكيّف الهواء
شرب كميات كافية من السوائل
إزالة أو تخفيف الملابس الثقيلة
استخدام مناشف مبللة لخفض حرارة الجسم
ضربة الشمس.. حالة طبية طارئة
تشكل ضربة الشمس أخطر مراحل الأمراض المرتبطة بالحرارة، وتحدث عندما يتوقف الجسم عن التعرق ويفشل في تبريد نفسه. ويمكن أن تصل درجة حرارة المصاب إلى 41 درجة مئوية أو أكثر خلال فترة قصيرة، مما يؤدي إلى تلف خطير في الدماغ والقلب والكلى، وقد ينتهي الأمر بالوفاة إذا لم يتم التدخل العاجل.
تشمل أعراض ضربة الشمس المتقدمة:
غياب التعرق رغم شدة الحرارة
اضطراب الإدراك أو فقدان الوعي
نوبات تشنجية أو غيبوبة
وفي هذه الحالة، يُعتبر التوجه إلى الطوارئ ضرورة فورية.
نصائح لتجنّب خطر الحرارة المرتفعة
أكد بوساك أن بعض الإجراءات البسيطة كفيلة بتقليل خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة، خصوصًا في الأيام شديدة السخونة، ومن أبرزها:
تجنّب الأنشطة الشاقة في الهواء الطلق أثناء ذروة الحرارة
شرب الماء والسوائل بانتظام لتعويض السوائل والأملاح
اللجوء إلى الأماكن المكيّفة مثل المراكز التجارية أو المكتبات خلال موجات الحر الشديدة
مراقبة درجة الحرارة الداخلية، خاصة إذا تجاوزت 37 درجة مئوية
الانتباه للفئات الأكثر عرضة، مثل كبار السن وذوي الإعاقة
وأوضح بوساك أن المراوح قد تكون غير فعالة إذا تجاوزت درجات الحرارة الداخلية حدًا معينًا، مشيرًا إلى أن الاعتماد عليها فقط في درجات حرارة مرتفعة جدًا قد يزيد من خطورة الإصابة بالإجهاد الحراري أو ضربة الشمس.
مع استمرار تصاعد درجات الحرارة العالمية، تزداد أهمية الوعي بمخاطر الحرارة المرتفعة. ويؤكد الخبراء أن الوقاية والتدخل المبكر هما المفتاح لحماية النفس والعائلة من مضاعفات صحية قد تكون قاتلة. ولذا، يبقى الحذر والالتزام بالتعليمات الصحية أمرًا حاسمًا، خاصة في ظل موجات الحر التي تضرب مناطق عدة حول العالم كل صيف.