سوريا.. أفادت تقارير إعلامية سورية أن قوات الأمن الداخلي فرضت طوقًا أمنيًا مشددًا حول محافظة السويداء جنوب سوريا، وأغلقت جميع الطرق المؤدية إليها، في خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الاشتباكات العنيفة في المنطقة بين مكونات محلية، وعلى رأسها العشائر البدوية والدروز.

الأمن الداخلي بسوريا يفرض طوقًا على الجنوب ويغلق الطرق
وذكرت وسائل إعلام محلية أن قوات الأمن الداخلي السورية أغلقت بشكل كامل طريق دمشق-السويداء، وطريق دمشق-درعا، بالإضافة إلى كافة الطرق المؤدية إلى محافظة السويداء، مشيرة إلى أن أي حركة للأفراد أو الأرتال العسكرية باتجاه المحافظة قد تم حظرها تمامًا، دون توضيح تفاصيل إضافية بشأن الجهات التي تقف خلف القرار أو مدى استمراريته.
وتأتي هذه الإجراءات الأمنية الصارمة عقب تصاعد الاشتباكات المسلحة داخل السويداء، والتي شهدت خلال الساعات الأخيرة موجة جديدة من العنف، تسببت في سقوط عشرات الضحايا، في ظل اتهامات متبادلة بين المكونات المحلية بشأن المسؤولية عن إشعال النزاع.
اقرأ أيضًا
في القدس.. زيارة كبار المسؤولين المسيحيين لكنيسة قصفها الجيش الإسرائيلي
اتفاق سوري-إسرائيلي على وقف إطلاق النار
في سياق موازٍ، أعلن السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، اليوم السبت، عن التوصل إلى اتفاق مهم بين الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يقضي بوقف فوري لإطلاق النار في سوريا، مشيدًا بهذه الخطوة باعتبارها “اختراقًا دبلوماسيًا كبيرًا” في مسار الصراع السوري المستمر منذ أكثر من عقد.
وقال باراك، عبر منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، إن هذا الاتفاق حظي بدعم عدد من الأطراف الإقليمية، من بينها تركيا، والأردن، ودول أخرى مجاورة، مضيفًا أن التفاهم بين دمشق وتل أبيب يهدف إلى “تهدئة التوترات في الجنوب السوري، ووقف سفك الدماء”.
دعوة شاملة لنزع السلاح: رسالة للمكونات المحلية
وفي تصريح يحمل دلالات لافتة، دعا باراك، باسم بلاده، الدروز، والعشائر البدوية، والمواطنين السنة في الجنوب السوري، إلى إلقاء السلاح والانخراط في العملية السياسية، مشددًا على أن “الحل العسكري لن يجلب السلام لأي من الأطراف، وأن وقف العنف هو الشرط الأول لأي تقدم حقيقي في سوريا”.
إرسال قوة خاصة لفض النزاع
وكانت الرئاسة السورية قد أعلنت، في وقت سابق اليوم، عن تكليف قوة أمنية متخصصة بالتوجه إلى الجنوب السوري بهدف فض الاشتباكات الدائرة في محافظة السويداء، والعمل على احتواء الصراع المتفجر ميدانيًا، الذي أودى بحياة عشرات المدنيين والمسلحين خلال الأيام الماضية.
وأكد البيان الرسمي أن القيادة السورية “عازمة على فرض الأمن والاستقرار في كافة الأراضي السورية، ومنع أي محاولة لتقسيم النسيج الوطني”، مشيرًا إلى أن التدخل العسكري الجاري يهدف إلى “وقف النزيف وتهيئة الأرضية للحوار المحلي بإشراف الدولة”.
توترات عرقية وطائفية
يُذكر أن محافظة السويداء، ذات الأغلبية الدرزية، كانت قد شهدت في الأسابيع الأخيرة تصعيدًا حادًا في التوترات بين بعض العشائر البدوية وقوات محلية من الطائفة الدرزية، في ظل غياب أمني جزئي وصراعات على النفوذ والمصالح. وقد أدى ذلك إلى اندلاع اشتباكات عنيفة، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أثار مخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب أهلية جديدة.
الوضع هش والمخاطر مستمرة
وفي ظل هذا التصعيد، حذّر مراقبون من أن الاتفاق السياسي الذي تم الإعلان عنه لا يزال “هشًا”، ويعتمد بشكل كبير على مدى التزام الأطراف المحلية بالتفاهمات، وعلى قدرة الحكومة السورية على فرض السيطرة على الأرض، في ظل تعقيدات اجتماعية ودينية وسياسية عميقة.
ويتوقع أن تشهد الأيام القادمة تحركات دبلوماسية مكثفة لتثبيت الاتفاق واحتواء الأزمة، وسط مراقبة دولية حذرة لأي تصعيد محتمل قد يقوّض جهود التهدئة.