جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تهديده بفرض رسوم جمركية مشددة على الدول الأعضاء في مجموعة “بريكس”، معتبرًا أن المجموعة “ستنهار سريعًا” إذا حاولت في أي وقت تشكيل كيان فعّال له تأثير عالمي.
رسالة ترامب: “لن نسمح لأحد بالتلاعب بنا”
في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الأميركية، قال ترامب: “عندما سمعت عن هذه المجموعة… بريكس، ست دول بالأساس، استهدفتهم بقوة. وإذا شكلوا يومًا ما كيانًا فعّالًا، ستنهار بسرعة كبيرة. لا يمكننا أن ندع أحدًا يتلاعب بنا أبدًا.”
وأكد الرئيس الأميركي تمسكه بالحفاظ على المكانة العالمية للدولار كعملة احتياطي نقدي، متعهدًا بعدم السماح بتأسيس أي بنوك مركزية للعملات الرقمية داخل الولايات المتحدة.
وكان ترامب قد أعلن في 6 يوليو/تموز الجاري عن رسوم جمركية جديدة ستُفرض على أي دولة تنحاز إلى ما وصفه بـ”السياسات المعادية لأميركا” التي تنتهجها مجموعة بريكس.
“بريكس” بين الطموحات الاقتصادية والاتهامات الأميركية
تضم مجموعة “بريكس” في الأساس خمس دول: البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، وانضمت إليها مؤخرًا كل من إيران، مصر، إثيوبيا، الإمارات، وإندونيسيا.
وتقدم المجموعة نفسها كبديل للتكتلات الاقتصادية الكبرى مثل مجموعة السبع ومجموعة العشرين، التي تواجه انقسامات داخلية، فيما تتبنى “بريكس” نهجًا يدعم التعاون متعدد الأطراف.
ومنذ إطلاق تهديداته، كرر ترامب مرارًا – دون أدلة – أن المجموعة أُنشئت لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة ودور الدولار كعملة احتياطي عالمي، وهو ما نفاه قادة “بريكس”.
ورغم أن البرازيل ألغت في فبراير الماضي خطة إنشاء عملة موحدة خلال رئاستها للمجموعة هذا العام، فإن “بريكس” تواصل العمل على نظام الدفع عبر الحدود “بريكس باي” لتسهيل التجارة والمعاملات المالية بالعملات المحلية.

تصعيد ضد البرازيل بسبب بولسونارو
إلى جانب هجومه على “بريكس”، لوّح ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الصادرات البرازيلية إلى الولايات المتحدة، ما لم تتراجع برازيليا عن محاكمة الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، حليف ترامب، بتهمة تدبير محاولة انقلاب.
وردّ الرئيس البرازيلي الحالي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في خطاب متلفز، واصفًا تهديدات ترامب بأنها “ابتزاز مرفوض”، ومؤكدًا أن “البرازيل ليست لها سوى مالك واحد: الشعب البرازيلي”.
اقرأ أيضًا:
قادة «بريكس» يجتمعون لرسم ملامح نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب
كما وصف لولا بعض الساسة المحليين الذين يدعمون تهديدات ترامب بأنهم “خونة للوطن”.
في الأثناء، فرض القضاء البرازيلي قيودًا مشددة على بولسونارو، شملت وضع سوار إلكتروني ومنعه من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، متهمًا إياه ونجله إدواردو بالتحريض على “أعمال عدائية” ومحاولة عرقلة المحاكمة.
صراع اقتصادي وسياسي يتجاوز “بريكس”
تهديدات ترامب الأخيرة تضيف توترًا جديدًا إلى العلاقة بين واشنطن ودول “بريكس”، في وقت تسعى فيه المجموعة لتعزيز نفوذها الاقتصادي عالميًا. ومع استمرار ضغوط ترامب على البرازيل بسبب قضية بولسونارو، يبدو أن الخلاف الأميركي مع “بريكس” لم يعد مقتصرًا على الاقتصاد فحسب، بل امتد إلى ملفات سياسية داخلية في بعض دولها، ما قد يفاقم الانقسامات الدولية في المرحلة المقبلة.