تواجه المخابرات الإسرائيلية “الموساد” اتهامات مثيرة في ألمانيا بالمشاركة في عملية خطف أطفال تمت عبر الحدود، في قضية معقدة تجمع بين نزاع عائلي واستخدام أساليب تجسس، تورطت فيها وريثة سلسلة مطاعم ألمانية معروفة، وعدد من الشخصيات البارزة، من بينهم صحفي شهير ورئيس سابق للاستخبارات الداخلية الألمانية.

صراع الحضانة يتحول إلى عملية خطف عنيفة
تعود تفاصيل القضية إلى نزاع حضانة مرير بين سيدة الأعمال كريستينا بلوك، وريثة سلسلة مطاعم مقرها هامبورغ، وزوجها السابق ستيفان هينسل، حول اثنين من أطفالهما الأربعة، وبحسب صحيفة ذا غارديان، فقد لجأت بلوك إلى وسائل غير قانونية لاستعادة الطفلين، تشمل استئجار خدمات عملاء استخبارات بينهم عناصر من “الموساد” لتنفيذ عملية اختطاف عبر الحدود في جنوب الدنمارك، مطلع عام 2024.
تفاصيل العملية: هجوم مسلح وجهاز إنذار ينقذ الأطفال
بحسب النيابة العامة، وقعت عملية الخطف بينما كان الأطفال، 10 و13 عامًا، يحتفلون برأس السنة مع والدهم في منزله قرب الحدود الألمانية، داهمت مجموعة من الأشخاص المنزل، وأسقطوا الأب أرضًا، واصطحبوا الطفلين بالقوة إلى غابة مجاورة، ثم عبروهم إلى ألمانيا.
اقرأ أيضًا
حماس: 73 فلسطينيًا على الأقل قُتلوا في قطاع غزة معظمهم قرب موقع إغاثة
وتم وضع شريط لاصق على أفواه الأطفال وتهديدهم بالقتل، لكن جهاز إنذار كان مثبتًا على أحد الأطفال مكّن الشرطة الدنماركية من تتبع الخاطفين، نُقل الطفلان لاحقًا إلى مزرعة في ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية، حيث تم احتجازهما داخل منزل متنقل قبل أن تصل والدتهما وتعيدهما إلى هامبورغ، ليُنقذا لاحقًا من قِبل الشرطة ويُعاد تسليمهما إلى والدهما في الدنمارك.
تورط شخصيات بارزة: من عميل الموساد إلى مقدم تلفزيوني
إلى جانب كريستينا بلوك، يُحاكم في القضية شريكها الحالي، الصحفي الرياضي الشهير جيرهارد ديلينج، المعروف بتقديم برامج كرة القدم، حيث يُتهم بالمساعدة والتحريض، وتشير تقارير إلى تورط عميل الموساد السابق تال ساسون، بالإضافة إلى مواطنين إسرائيليين هما ديفيد رام باركاي وكيرين تينينباوم، الأخير فرّ من ألمانيا وتبحث عنه السلطات.
محاكمة مستمرة وشهادات مرتقبة
تنكر بلوك في جلسات المحاكمة علاقتها المباشرة بالموساد، وتزعم أن العناصر المتورطة تصرفت بشكل مستقل، كما أشارت إلى أن والدتها المتوفاة منذ أشهر، هي من موّلت العملية التي كلّفت مئات الآلاف من اليوروهات، من جهته، يتهم الأب زوجته السابقة بأنها اختطفت الأطفال بعد أن فشلت في استردادهم قانونيًا.
من المتوقع أن تمتد المحاكمة حتى نهاية العام، وتشمل الاستماع إلى شهادات 141 شاهدًا و22 خبيرًا، في واحدة من أكثر القضايا القضائية تعقيدًا في ألمانيا، ومن المقرر أن تُستأنف الجلسات في 25 يوليو الجاري.