قال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، إن استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) باتت معرضة للخطر بسبب ما وصفه بـ”تسلل تفويضاته” إلى مجالات خارج اختصاصه الأساسي، ما أثار انتقادات سياسية ومالية متزايدة.
وفي منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، أوضح بيسنت أن: “الاستقلال النقدي مهدد بسبب التوسع المستمر في مهام البنك إلى مجالات لا تمت بصلة لوظيفته الأساسية، وهو ما يلقي بظلال غير ضرورية على أهم ركيزة للسياسة الاقتصادية الأمريكية”.
ووصف بيسنت السياسة النقدية للبنك الفيدرالي بأنها “صندوق مجوهرات” يجب عزله عن الضغوط السياسية للحفاظ على الاستقرار والنمو.

دعوة لمراجعة مشروع التجديد وسط خسائر تشغيلية
ودعا بيسنت إلى مراجعة شاملة لقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي إطلاق مشروع تجديد ضخم لمقره التاريخي في واشنطن، البالغ عمره نحو قرن، في وقت يعاني فيه البنك من خسائر تشغيلية مستمرة.
ورغم أنه لم يحدد الجهة المخولة بإجراء تلك المراجعة، أشار بيسنت إلى أنه لا يمتلك معرفة أو رأيًا قانونيًا حول مشروعية التجديد، مشددًا على أهمية المساءلة، خاصة في ظل تجاوز المشروع لتكلفته الأصلية البالغة 2.5 مليار دولار.
انتقادات ترامب واحتمال إقالة باول
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد شن هجومًا متكررًا على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، بسبب سياساته النقدية، ورفضه المتكرر لخفض أسعار الفائدة.
مؤخرًا، عبّر ترامب عن شكوكه في نزاهة مشروع التجديد لمقر البنك، ملمحًا إلى احتمال وجود “احتيال مالي”، وطرح ذلك كأحد أسباب إقالة باول في حال عودته للرئاسة.
قيود قانونية على إقالة رئيس الاحتياطي
في المقابل، أوضح بيسنت أن المحكمة العليا الأمريكية دعّمت مؤخرًا تفسيرًا قانونيًا مفاده أن رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي لا يمكن إقالته بسبب اختلافات سياسية، وإنما فقط “لسبب وجيه”.
يُذكر أن مشروع التجديد كان قد حصل على الموافقات الرسمية من مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي في عام 2017، خلال فترة ترامب الأولى، وتبعتها موافقات تصميم من لجنة تخطيط رأس المال الوطني في عامي 2020 و2021.
موقف بيسنت من خلافة باول
ورفض بيسنت، الذي يُعد أحد المرشحين المحتملين لخلافة باول في حال انتخاب ترامب رئيسًا مجددًا، التعليق على تقارير تشير إلى أنه نصح ترامب بعدم الإقدام على إقالة رئيس البنك.
وفي حديثه لشبكة CNBC، قال: “لو كانت هذه إدارة الطيران الفيدرالية ووقعنا في كل هذه الأخطاء، لتمت مراجعتنا فورًا، لا أعرف ماذا يفعل كل هؤلاء الحاصلين على الدكتوراه هناك”.
وأكد أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا التجاوز في التكلفة مشروعًا أم لا، مطالبًا بالشفافية والمساءلة.
اقرأ أيضًا
ترامب يهدد بضربة أمريكية جديدة ضد منشآت إيران النووية
رد باول وتوضيحاته
وكان جيروم باول، قد رد في وقت سابق على طلب من أحد مسؤولي إدارة ترامب للحصول على تفاصيل بشأن تكاليف مشروع التجديد، مشيرًا إلى أن المشروع يتضمن ترميمات واسعة تشمل تحديث أنظمة السلامة وإزالة مواد خطرة.
باول مستمر حتى 2026… ومقاعد شاغرة قريبة
من الجدير بالذكر أن ولاية باول كرئيس لمجلس الاحتياطي الفيدرالي تنتهي في مايو 2026، فيما سيظل محافظًا في المجلس حتى يناير 2028، كما أشار بيسنت إلى أن مقعد أحد أعضاء مجلس الاحتياطي سيصبح شاغرًا مطلع العام المقبل، ما قد يمنح الإدارة المقبلة فرصة لإعادة تشكيل توجهات السياسة النقدية.
تتزامن هذه التطورات مع تصاعد الجدل حول حدود صلاحيات الاحتياطي الفيدرالي، ودوره في السياسة العامة، في ظل ضغوط اقتصادية متزايدة واستقطاب سياسي حاد يثير تساؤلات حول مستقبل الاستقلال النقدي في الولايات المتحدة.