دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، اليوم الثلاثاء، إسرائيل إلى السماح للصحفيين الأجانب والمستقلين بدخول قطاع غزة، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وتصاعد التحذيرات من مجاعة محتملة بعد أكثر من 21 شهرًا من الحرب المستمرة.
وقال بارو، في مقابلة أجراها من شرق أوكرانيا مع إذاعة “فرانس إنتر”: “أطالب بالسماح للصحافة الحرة والمستقلة بالوصول إلى غزة لتوثيق ما يحدث فيها من معاناة وأوضاع إنسانية متدهورة”.
وتأتي هذه التصريحات وسط قيود مشددة تفرضها إسرائيل على دخول الصحفيين والمراقبين الدوليين إلى القطاع، بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية.

بارو ينتقد مبادرة سفينة “حنظلة”: خطوة غير مسؤولة
وفي سياق متصل، وصف وزير الخارجية الفرنسي، أمس الاثنين، مبادرة سفينة “حنظلة” التي تسعى لنقل مساعدات إنسانية إلى غزة، بأنها “غير مسؤولة”، مؤكدًا أنها لا تسهم فعليًا في معالجة الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون في القطاع.
وأضاف بارو أن مثل هذه المبادرات الرمزية “لا تساعد في التوصل إلى حل حقيقي ومستدام للأزمة”، داعيًا إلى تحرك دولي منسق وفعال لتقديم المساعدات بشكل منظم وآمن.
اعتراض سفن الإغاثة ومنع دخول المساعدات
وكانت إسرائيل قد اعترضت في يونيو الماضي، السفينة الفرنسية الشراعية “مادلين”، التابعة لتحالف أسطول الحرية، والتي كانت تحمل 12 ناشطًا من جنسيات مختلفة وتحاول كسر الحصار المفروض على غزة.
اقرأ أيضًا
مجلس التعاون الخليجي: حصار غزةجريمة حرب تستوجب محاسبة دولية عاجلة
ومنذ هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، شددت إسرائيل حصارها على القطاع، وبدأت عمليات عسكرية واسعة النطاق، وفي مارس الماضي، منعت سلطات الاحتلال دخول معظم أنواع المساعدات، ما تسبب في أزمة حادة في الغذاء والدواء والماء والوقود، وفاقم من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.
تحذيرات من مجاعة وضرورة تدخل دولي عاجل
يتزايد القلق الدولي من الانهيار التام للبنية الإنسانية في غزة، في ظل تقارير أممية وأخرى من منظمات غير حكومية تشير إلى تفشي الجوع وسوء التغذية، لا سيما بين الأطفال.
وتؤكد فرنسا، إلى جانب عدد من الدول الأوروبية، أن السماح للصحافة المستقلة بدخول القطاع يمثل خطوة أساسية لرفع الوعي الدولي، وضمان المساءلة وتوثيق الانتهاكات.