أوضح وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، اليوم الجمعة، أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة أصبحت “لا يمكن الدفاع عنها”، مجددًا دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، في ظل تزايد أعداد الضحايا المدنيين، خاصة من الأطفال.

لامي.. صور الأطفال في غزة تثير الذعر العالمي
وأضاف لامي، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الدفاع الأسترالي في مدينة سيدني: “مشهد الأطفال وهم يطلبون المساعدة ويفقدون أرواحهم أثار الذعر في أنحاء كثيرة من العالم، ولهذا السبب أكرر دعوتي اليوم لوقف إطلاق النار”.
وتأتي تصريحات لامي في وقت تتكثف فيه الدعوات الدولية لوقف الحرب، وسط تصاعد القلق العالمي من الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة منذ اندلاع القتال.
فرنسا تمضي نحو الاعتراف بفلسطين.. وإسرائيل ترد بغضب
يأتي الموقف البريطاني بعد أيام من إعلان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر المقبل، وهو ما وصفته الحكومة الإسرائيلية بأنه “جائزة للإرهاب”.
اقرأ أيضًا
إسرائيل والولايات المتحدة تستدعيان مفاوضيهما من الدوحة بعد رد حماس على عرض الهدنة
وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بغضب على القرار الفرنسي، قائلاً: “هذا اعتراف بدولة إرهاب، الفلسطينيون لا يريدون دولة إلى جانب إسرائيل، بل دولة بديلة لإسرائيل”، في إشارة إلى أحداث السابع من أكتوبر التي تعتبرها إسرائيل مبررًا لتشديد موقفها.
وأضاف نتنياهو أن بلاده تدين بشدة إعلان ماكرون، معتبرًا أن هذا التحرك من باريس يقوض فرص السلام الحقيقي ويشجع على العنف.
انقسام دولي.. وتباين في المواقف الأوروبية
يُظهر المشهد السياسي الدولي انقسامًا واضحًا بين الأطراف الداعمة لخطوات دبلوماسية تجاه إقامة الدولة الفلسطينية، وتلك التي ترى في الاعتراف بها خطوة أحادية تضر بأمن إسرائيل.
وفي حين تتجه فرنسا بخطى ثابتة نحو الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية، تواصل بريطانيا التعبير عن قلقها المتزايد حيال الكارثة الإنسانية، دون أن تعلن موقفًا مشابهًا حتى الآن.
في ظل استمرار القتال في غزة، وتزايد الضغط الدولي على إسرائيل، يُتوقع أن تتسارع التحركات الدبلوماسية الأوروبية خلال الأشهر المقبلة، سواء باتجاه الضغط لوقف إطلاق النار، أو عبر خطوات رمزية ودبلوماسية مثل الاعتراف بفلسطين، ما يهدد بمزيد من التوتر في العلاقات مع حكومة نتنياهو، ويضع الشرق الأوسط مجددًا على طاولة الصراعات الدولية.