في تصريح مثير للجدل، قلّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أهمية إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في سبتمبر المقبل، ضمن تحرك أوروبي للضغط من أجل حل الدولتين.
ترامب: “ماكرون لاعب جيد… لكن كلامه لا يهم”
خلال مؤتمر صحفي، سخر ترامب من موقف ماكرون، قائلاً: “هو شخص مختلف… الرئيس فرنسي. هو لاعب جيد، لكن كل ما يقوله لا يهم. هذه التصريحات – ربما – لن تتحقق.”

التصريحات تأتي في سياق مواقف ترامب المعتادة تجاه القادة الأوروبيين، حيث غالبًا ما يتبنى لهجة حادة ومباشرة، منتقدًا سياساتهم المتعلقة بالشرق الأوسط.
ردود الفعل على قرار ماكرون
إعلان ماكرون أثار موجة واسعة من ردود الفعل الدولية، حيث رحبت به الأطراف الفلسطينية، فيما قوبل برفض شديد من الجانب الإسرائيلي.
الموقف الفلسطيني:
رحّبت حركة حماس بالخطوة، ووصفتها بأنها “إيجابية نحو تحقيق العدالة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني”، داعية دول أوروبا إلى أن تحذو حذو فرنسا.
وأكدت الحركة في بيانها تمسكها بـ”إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس”.
الموقف الإسرائيلي:
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعلان ماكرون، معتبرًا أن “الاعتراف بدولة فلسطينية يكافئ الإرهاب”، مضيفًا: “هذه الدولة قد تتحول إلى منصة لإبادة إسرائيل ووكيل إيراني جديد، كما هي غزة اليوم.”
سياق سياسي متوتر
يأتي موقف ماكرون في إطار تحرك أوروبي متزايد لدفع عملية السلام وحل الدولتين، في وقت يشهد الشرق الأوسط توترات متصاعدة، خصوصًا في غزة والضفة الغربية.
ورغم الترحيب الفلسطيني، يواجه القرار رفضًا إسرائيليًا قاطعًا وضغوطًا سياسية قد تعرقل تنفيذه، وسط انقسام أوروبي حول كيفية التعامل مع ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
اقرأ أيضًا:
إسرائيل وأمريكا تسحبان مفاوضيهما من الدوحة.. ونتنياهو يعلن دراسة “خيارات بديلة” لإطلاق سراح الرهائن
انعكاسات الموقف الفرنسي على العلاقات الدولية
إعلان ماكرون عن عزمه الاعتراف بدولة فلسطين قد يعمّق الانقسام بين المواقف الأوروبية والأميركية حيال الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، خصوصًا مع تقليل ترامب من أهمية الخطوة واعتبارها غير مؤثرة.
وهذا الموقف يضع فرنسا في مسار تصادمي مع إسرائيل، التي ترى في الخطوة تهديدًا لأمنها الإقليمي، وقد يؤدي إلى توتر إضافي في العلاقات الفرنسية–الإسرائيلية، كما أن التحرك الفرنسي قد يشجع بعض الدول الأوروبية على تبني خطوات مماثلة، ما يزيد الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل للانخراط في مسار تفاوضي جديد، أو مواجهة عزلة سياسية متزايدة في الساحة الدولية.