دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، اليوم الاثنين، إلى إنهاء استخدام الجوع كسلاح في النزاعات المسلحة، مؤكداً أن هذا الأسلوب غير الإنساني يفاقم الأوضاع المتدهورة في مناطق الصراع، خاصة في غزة والسودان.
جاءت تصريحات جوتيريش خلال مداخلة عبر الفيديو في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالنظم الغذائية، الذي يُعقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث قال: “النزاعات تستمر في نشر الجوع بغزة والسودان وغيرهما، الجوع يغذي انعدام الاستقرار ويقوّض السلام، ينبغي ألا نقبل بتاتاً استخدام الجوع كسلاح حرب”.
غزة: كارثة إنسانية تحت الحصار
في قطاع غزة، يشهد الوضع الإنساني انهيارًا شبه كامل في النظامين الصحي والإغاثي، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر والعدوان المتصاعد، وقد أدى ذلك إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، ما تسبب في وفاة المئات، لا سيما من الأطفال، بسبب الجوع وسوء التغذية.
السودان: صراع يُهدد الملايين بالمجاعة
أما في السودان، فقد تسببت المعارك المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ أبريل 2023، في نزوح الملايين من السكان، وانهيار سلاسل الإمداد الغذائي، مما يهدد حياة الملايين، خصوصًا في إقليم دارفور ومناطق النزاع الأخرى، وتعاني منظمات الإغاثة من صعوبات بالغة في إيصال المساعدات بسبب انعدام الأمن وإغلاق الطرق.
اقرأ أيضًا
إسرائيل تجمّد خطة «المدينة الإنسانية» في رفح وسط خلافات داخلية وضغوط دولية
الجوع كسلاح: جريمة حرب بموجب القانون الدولي
ذكّر جوتيريش بأن استخدام التجويع كأداة في الحروب محظور بموجب القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف، ويُعد جريمة حرب، وأكد أن تحذيره يهدف إلى دفع المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته في حماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية عبر ممرات آمنة.
دعوة للمساءلة وتحمل المسؤولية
اختتم الأمين العام كلمته بالتشديد على ضرورة مساءلة الأطراف المتحاربة عن انتهاكاتها، وحث المجتمع الدولي على عدم التساهل مع سياسات تجويع المدنيين، التي تؤدي إلى مآسٍ إنسانية جسيمة وتقوّض جهود تحقيق السلام والاستقرار في المناطق المتضررة.