أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزمه تقليص المهلة الزمنية التي منحها سابقاً لروسيا من خمسين يوماً إلى ما بين عشرة أيام وأسبوعين، مطالباً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باتخاذ خطوات فورية نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا. وقال ترامب، خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكوتلندا، إنه شعر بخيبة أمل من استمرار الهجمات الروسية، مضيفاً: “لقد منحت بوتين مهلة سخية، لكن لا يبدو أن هناك تقدماً حقيقياً… لذا سأقلصها اعتباراً من اليوم”.
وأكد ترامب أن بوتين خيّب الآمال مراراً عبر استمرار الضربات الجوية على المدن الأوكرانية، قائلاً: “كنا نعتقد أننا توصلنا لاتفاق عدة مرات، ثم نجد بوتين يقصف كييف مجدداً ويسقط ضحايا مدنيين”. وعلّق قائلاً: “أعتقد أنني أعرف مسبقاً ما ستؤول إليه الأمور”.
تصعيد عسكري واسع وروسيا ترد بهجمات مكثفة
جاءت تصريحات ترامب بعد ساعات فقط من تصعيد روسي كبير شمل إطلاق أكثر من 300 طائرة مسيّرة وصواريخ على الأراضي الأوكرانية. وقد أعلنت أوكرانيا أن منظوماتها الدفاعية أسقطت غالبية الطائرات المُسيّرة والصواريخ، في حين أعلنت بولندا عن تسيير مقاتلاتها في الأجواء دعماً لعمليات الرصد.
وبحسب قيادة القوات الجوية الأوكرانية، أطلقت روسيا 324 طائرة مُسيَّرة من طراز “شاهد”، إضافة إلى صواريخ كروز من نوع Kh-101 وصواريخ باليستية Kinzhal، في واحدة من أعنف الموجات الهجومية منذ شهور. وتمكنت أنظمة الدفاع الأوكرانية من إسقاط 309 طائرات وصاروخين كروز، مما حدّ من الأضرار إلى حد ما، لكنها لم تمنع سقوط الضحايا بين المدنيين.
عقوبات جمركية محتملة قد تهز الاقتصاد الروسي
تصريحات ترامب لا تقف عند حد المهلة الزمنية، بل تشير إلى نية واشنطن فرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الدول التي تواصل التعامل التجاري مع روسيا، وهو ما يُهدد المصالح الاقتصادية لدول مثل الصين والهند، اللتين عززتا علاقاتهما الاقتصادية مع موسكو منذ اندلاع الحرب. وإذا ما نُفذت هذه التهديدات، فقد تنخفض عائدات الطاقة الروسية بنسبة 20%، ما يشكّل ضربة قاسية لاقتصاد الكرملين.
ويرى محللون أن استهداف الصادرات الروسية بهذه الطريقة سيُجبر كثيراً من الشركاء التجاريين على إعادة تقييم تعاملاتهم، في حين يُتوقع أن تستخدم واشنطن العقوبات كوسيلة ضغط رئيسية لتسريع نهاية الصراع.
مواقف دولية وتحركات مرتقبة بين الكبار
في سياق متصل، صرّح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بأن إدارة ترامب لم تعد ترى جدوى في انتظار أي بادرة إيجابية من موسكو، مشدداً على أن الرئيس الأميركي “لن ينجرّ إلى مفاوضات لا نهاية لها”. وأضاف أن موقف ترامب تجاه بوتين سيكون حاسماً كما كان في ملف إيران النووي، مع بقاء جميع الخيارات مطروحة.
ومن المتوقع أن يلتقي ترامب بالرئيس الصيني شي جينبينغ في الخريف، في لقاء قد يحمل مؤشرات لتفاهمات حول الوضع في أوكرانيا. ويُراقب المتابعون أيضاً موقف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يُظهر تأييداً متزايداً لأوكرانيا، مما يضع موسكو في موقف دبلوماسي صعب وسط ضغوط أوروبية وأميركية متصاعدة.
تابع ايضًا…مؤتمر نيويورك لـ حل الدولتين يضع العالم أمام اختبار.. هل يتحقق حلم الدولة الفلسطينية؟