أعلن المفاوضون الأمريكيون والصينيون أنهم توصلوا إلى اتفاق مبدئي لتمديد الموعد النهائي لتصعيد الرسوم الجمركية بين البلدين، لكن الممثلين الأمريكيين شددوا على أن أي تمديد يحتاج إلى موافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب. جاء ذلك بعد يومين من المباحثات في العاصمة السويدية ستوكهولم، حيث لم يتمكن الطرفان من التوصل إلى حل نهائي حول القضايا الخلافية العديدة، لكنهما اتفقا على تمديد فترة الهدنة التي كان من المقرر أن تنتهي في 12 أغسطس.
وقال كبير المفاوضين التجاريين الصينيين، لي تشينغانغ، إن تمديد الهدنة الموقعة منتصف مايو سيتيح مزيدًا من الوقت لاستمرار المحادثات، دون تحديد موعد أو مدة التمديد الجديدة. وفي المقابل، أكد الممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير أن الرئيس ترامب سيكون صاحب القرار النهائي بشأن أي تمديد.
تحذيرات أمريكية بشأن النفط الروسي وتوترات مع شركاء تجاريين آخرين
وشارك وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في المحادثات لدعم فريق التفاوض الأمريكي، لكنه لم يتمكن من كسر الجمود. وأوضح بيسنت أنه حذر المسؤولين الصينيين من أن استمرار بكين في شراء النفط الروسي قد يعرّضها لرسوم جمركية مرتفعة بموجب القوانين الأمريكية المتعلقة بالعقوبات على النفط الروسي.
وتبنت الصين موقفًا أكثر تشددًا ردًا على تهديدات ترامب بفرض ضرائب حدودية إضافية، حيث فرضت رسومًا جمركية مضادة على السلع الأمريكية ومنعت تصدير المعادن النادرة والمكونات الحيوية المستخدمة في الصناعات الدفاعية والتقنية الأمريكية. في الوقت نفسه، يقترب ترامب من فرض رسوم جديدة على المكسيك وكندا بدءًا من الجمعة المقبلة ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات في اللحظة الأخيرة، بينما تسعى فيتنام وكمبوديا وعدة دول في جنوب شرق آسيا لتمديد المحادثات لتجنب ارتفاع الرسوم الأمريكية.
مفاوضات معقدة مع شركاء تجاريين عالميين
من المعروف أن المفاوضات بين ممثلي البيت الأبيض والشركاء التجاريين المهددين برسوم مرتفعة غالبًا ما تكون طويلة ومعقدة. فقد قضى مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش أكثر من 100 ساعة تفاوضية قبل أن توافق الولايات المتحدة على خفض الرسوم المخطط لها على الصادرات الأوروبية من 30% إلى 15% في اتفاق أُعلن عنه يوم الأحد الماضي.
وحذر باسكال لامي، المدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية، من أن العديد من الاتفاقيات التجارية التي يعلن عنها البيت الأبيض تفتقر إلى التفاصيل الكاملة وتحتاج إلى مزيد من المفاوضات، مما يخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق. وقال إن الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي “ليس غير مكتمل تمامًا، لكنه ربما جاهز بنسبة الثلثين فقط، ما يتطلب مزيدًا من المناقشات والاتفاقات”.
صندوق النقد الدولي يرفع توقعاته للنمو العالمي وسط مخاطر مستقبلية
وفي مؤشر على أهمية هذه التطورات التجارية، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي إلى 3% بدلًا من 2.8% في توقعاته السابقة في أبريل، وذلك بعد تراجع حدة التهديدات التجارية الأمريكية الأخيرة. لكنه في الوقت نفسه حذّر من أن احتمال عودة التصعيد في الرسوم الجمركية يظل خطرًا كبيرًا قد يهدد هذا التحسن في النمو العالمي.
كوريا الجنوبية تسابق الزمن لتفادي رسوم أمريكية عبر اتفاق تجاري وشيك