رحل عن عالمنا صباح اليوم الأربعاء، الفنان المصري القدير لطفي لبيب، داخل أحد المستشفيات، وذلك بعد أيام من دخوله العناية المركزة إثر تعرضه لوعكة صحية حادة أدت إلى تدهور حالته في الساعات الأخيرة، بحسب ما أكده الفنان منير مكرم، عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية.

وعكة صحية مفاجئة ونهاية هادئة لمسيرة حافلة
نُقل لبيب إلى المستشفى في الأيام الماضية بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة أدت إلى تدهور حالته بشكل كبير، ما أثار قلق الوسط الفني وجمهوره، حيث تتابعت الدعوات بالشفاء من زملائه ومحبيه في مصر وخارجها، حتى أُعلن عن وفاته صباح اليوم،عن عمر ناهز 78 عامًا.
مسيرة فنية استثنائية أثرت الدراما والسينما والمسرح
يُعد الفنان الراحل من أبرز وجوه الشاشة في مصر والعالم العربي، إذ قدّم على مدار عقود أكثر من مئتي عمل فني تنوّعت بين السينما والمسرح والتلفزيون، وتميّز بأداء متقن للأدوار المركبة، كما تميّز بموهبة لافتة في الكوميديا الاجتماعية والدراما الإنسانية.
وزارة الثقافة تنعى فنانًا ومقاتلًا
في بيان رسمي، نعى الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة المصري، الفنان الراحل، مشيدًا بتاريخه الفني والوطني، وقال: “فقدنا اليوم فنانًا كبيرًا، وإنسانًا نبيلًا، ومبدعًا متفردًا، خدم وطنه في ساحات القتال والفن على حد سواء، فقد شارك كمجند في حرب أكتوبر ضمن صفوف الكتيبة 26، وظل طوال حياته نموذجًا نادرًا يجمع بين شرف القتال وجمال الإبداع.”
وأكد الوزير أن لبيب كان فنانًا قريبًا من وجدان الناس، استطاع أن يعكس نبض المجتمع المصري والعربي من خلال أدواره التي اتسمت بالبساطة والعمق.
تكريم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
نعت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنان لطفي لبيب، مشيدة بعطائه الممتد، ووصفت رحيله بالخسارة الكبيرة للثقافة العربية، وقال البيان: “كان لطفي لبيب رمزًا للفنان المثقف، وصاحب حضور طاغٍ وموهبة نادرة، قدّم أعمالًا ستظل خالدة في ذاكرة السينما والمسرح والتلفزيون العربي.”
اقرأ أيضًا
لبنان يودّع زياد الرحباني.. رحيل أيقونة المسرح والموسيقى وسط حضور فيروز ودموع الآلاف
من جانبه، قال الفنان حسين فهمي، رئيس المهرجان: “لطفي لبيب لم يكن فنانًا فقط، بل كان إنسانًا راقيًا في مشاعره وتعاطيه مع الحياة، وانعكس ذلك في أدائه الفني، الذي سيبقى مرجعًا للأجيال القادمة.”
إرث خالد في وجدان الجمهور العربي
اشتهر لطفي لبيب بأدوار لا تُنسى على الشاشة، كان فيها الأب الطيب، والموظف البسيط، والسفير المعقد، والمثقف الواعي، وبرحيله، يفقد الفن العربي أحد أرقى الأصوات الإنسانية التي عبّرت عن المجتمع دون تصنّع أو ادعاء.