في تطور لافت قد يمهد لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة، كشف المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن أن حركة حماس باتت منفتحة على مناقشة مسألة التخلي عن سلاحها، في إشارة إلى بداية تغيير محتمل في الموقف السياسي والعسكري للحركة، وسط ضغوط أميركية ودولية متزايدة لإيجاد حل شامل.
وفي تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، أوضح ويتكوف أن هناك التزامًا جادًا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنهاء الحرب، مؤكدًا أن الخطة الأميركية الحالية تقوم على مبدأ “الكل أو لا شيء” في المفاوضات، في إشارة إلى رفض الصفقات الجزئية.

المبعوث الأمريكي: هدفنا خطة شاملة لا صفقات متفرقة
وقال ويتكوف في تصريحاته: “هدفنا هو استعادة جميع الرهائن ضمن صفقة واحدة، وإنهاء الحرب بشكل نهائي. لا يمكن الحديث عن نصر ما لم يتم تحرير كل الأسرى المحتجزين”.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن الرؤية الحالية تتجه نحو تحقيق تسوية متكاملة تشمل إنهاء الأعمال القتالية، وضمان الإفراج عن الرهائن، والتوصل إلى صيغة سياسية مستقبلية تضمن استقرار الأوضاع في قطاع غزة.
تعاون أميركي – إسرائيلي لإدخال المساعدات
وفي سياق متصل، تطرق ويتكوف إلى الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، مؤكدًا وجود جهد مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، بما يشمل الغذاء والدواء.
وقال: “ندرك حجم النقص والصعوبات في توزيع المساعدات، لكننا نؤكد أنه لا يوجد تجويع ممنهج. نعمل على تفنيد المزاعم التي تطلقها حماس بشأن المجاعة، وفي حال تجاوز هذه العقبة، يمكن مواصلة التفاوض لإنهاء الحرب واستعادة جميع الرهائن”.
ويتكوف في زيارة ميدانية إلى رفح
وكان ويتكوف قد أجرى يوم الجمعة زيارة ميدانية إلى مركز توزيع المساعدات في رفح جنوبي قطاع غزة، حيث تفقد أوضاع المدنيين واطلع على سير عملية توزيع المساعدات تحت حراسة أمنية مشددة. وتأتي هذه الزيارة في ظل تحذيرات منظمات دولية من اقتراب القطاع من شبح المجاعة، حيث أطلق “مرصد مراقبة الجوع العالمي” تحذيرات بشأن نقص حاد في الإمدادات الغذائية والطبية.
اقرأ أيضًا:
أهداف زيارة المبعوث الأمريكي لقطاع غزة.. تقييم الوضع الإنساني ووضع خطة عاجلة للمساعدات
لقاء نتنياهو.. محاولة لإنقاذ مفاوضات التهدئة
في إطار الجهود الدبلوماسية، التقى ويتكوف يوم الخميس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اجتماع وصف بأنه “محاولة أخيرة لإنقاذ محادثات وقف إطلاق النار” التي تواجه طريقًا مسدودًا منذ أسابيع. وتم خلال اللقاء مناقشة السيناريوهات الممكنة لإعادة إطلاق المفاوضات، وضمان وصول المساعدات، ومعالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
البيئة الدولية تضغط.. والحلول باتت ملحّة
تأتي هذه التحركات الأميركية في وقت يزداد فيه الضغط الدولي على الطرفين، مع تصاعد الأصوات المطالبة بإنهاء العمليات العسكرية، وتكثيف الجهود لتثبيت هدنة طويلة الأمد تقود إلى تسوية شاملة. ويرى مراقبون أن حديث ويتكوف عن انفتاح حماس على خيار نزع السلاح قد يمثل نقطة تحول نوعية في مسار الأزمة، رغم الغموض الذي لا يزال يحيط بآلية التنفيذ وضمانات الطرفين.
تصريحات المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، التي كشفت عن انفتاح حماس على التخلي عن السلاح، ومواقف نتنياهو الداعمة لإنهاء الحرب، تشير إلى إمكانية الدخول في مرحلة جديدة من التسوية. غير أن نجاح هذا المسار يبقى مرهونًا بتجاوز العقبات الإنسانية والسياسية، وعلى رأسها تحرير الرهائن، وتثبيت آلية مستدامة لإعادة الإعمار وضبط الأمن في قطاع غزة.