أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الأحد، مقتل أحد موظفيها وإصابة ثلاثة آخرين، إثر قصف إسرائيلي استهدف مقر الجمعية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في حادثة جديدة تضاف إلى سلسلة الاعتداءات التي طالت الطواقم الإنسانية خلال الحرب المستمرة منذ نحو عامين.

وقالت الجمعية في بيان نشرته عبر حسابها على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، إن القوات الإسرائيلية استهدفت بشكل مباشر مقر الهلال الأحمر في خان يونس، ما أسفر عن مقتل أحد العاملين في الميدان وإصابة 3 آخرين من طاقم الجمعية بجروح متفاوتة.
الهلال الأحمر: اندلاع النيران في المبنى المستهدف
وأوضح بيان الهلال الأحمر أن القصف أدى إلى اشتعال النيران في الطابق الأول من المبنى، دون توضيح حجم الأضرار المادية بشكل مفصل.
وتُظهر هذه الحادثة الخطورة المتزايدة التي تواجهها المؤسسات الإنسانية العاملة في قطاع غزة، وسط ظروف ميدانية معقدة وأجواء من انعدام الأمان، حتى داخل المرافق الطبية والإغاثية.

استهداف متكرر للمسعفين والكوادر الإنسانية
تأتي هذه الضربة بعد سلسلة من الهجمات التي تعرض لها العاملون في القطاع الإنساني داخل غزة. ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قُتل 8 من كوادر الهلال الأحمر الفلسطيني و6 من الدفاع المدني، بالإضافة إلى موظف واحد من وكالة “الأونروا”، خلال هجمات سابقة نفذتها القوات الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة خلال شهر مارس الماضي.
هذا العدد المتزايد من الضحايا في صفوف المسعفين يعكس انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني، الذي يفرض على الأطراف المتحاربة حماية الطواقم الطبية والإغاثية ومنشآتها، وضمان حيادها وسلامتها أثناء النزاعات.
اقرأ أيضًا
روسيا: 93 مسيّرة أوكرانية أُسقطت خلال الليل والدفاعات الجوية في حالة تأهب
مقتل 32 فلسطينياً في يوم واحد
في السياق ذاته، أعلن الدفاع المدني في غزة، السبت، مقتل ما لا يقل عن 32 مواطناً فلسطينياً نتيجة القصف والغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق مختلفة من القطاع. وأفاد البيان أن من بين الضحايا 14 شخصاً قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مراكز لتوزيع المساعدات الإنسانية، كانت تديرها مؤسسة “غزة الإنسانية”، ما يسلط الضوء على استمرار استهداف مواقع مدنية وإغاثية بشكل مباشر.
ويتكوف يتفقد مركزاً للمساعدات في غزة
تزامن هذا التصعيد مع زيارة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف يوم الجمعة إلى مركز توزيع مساعدات غذائية تدعمه الولايات المتحدة داخل غزة، في جولة تفقدية هدفها تقييم سير الجهود المبذولة لإدخال المواد الغذائية إلى القطاع الفلسطيني الذي يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تتصاعد فيه المطالب الدولية بضرورة زيادة حجم المساعدات وضمان وصولها الآمن للمدنيين المحاصرين في غزة، خاصة مع تحذيرات متكررة من خطر المجاعة.
غزة على حافة المجاعة
وبعد مرور أكثر من 22 شهراً على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن قطاع غزة بات مهدداً بالمجاعة على نطاق واسع، مع اعتماد السكان شبه الكامل على المساعدات الإنسانية، التي تصل بصعوبة سواء عن طريق المعابر البرية أو عبر عمليات إسقاط جوي محدودة.
ويحذّر مسؤولون أمميون من أن استمرار استهداف مراكز الإغاثة والعاملين فيها سيؤدي إلى شلل شبه كامل في توزيع الغذاء والدواء والمياه النظيفة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في وقت تعاني فيه المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات.
تشهد غزة منذ أكتوبر 2023 تصعيداً عسكرياً واسع النطاق بين إسرائيل وحركة حماس، أدى إلى سقوط آلاف القتلى والمصابين، معظمهم من المدنيين، في ظل دمار واسع للبنية التحتية ومرافق الصحة والتعليم، ونزوح مئات الآلاف داخل القطاع.