أكد الرئيس الفيتنامي فو فان لونج كونج أن التعددية والتعاون البنّاء يمثلان حجر الزاوية في بناء عالم يسوده السلام والتضامن، مشددًا على أن بلاده تتبنى هذا النهج في تعاملها مع تحديات الماضي والحاضر، وفي مقدمتها أزمات المناخ، والاضطرابات الاقتصادية، والنزاعات الدولية، وكذلك التصعيدات التجارية المتمثلة في الرسوم الجمركية المتزايدة.

تصريحات الرئيس الفيتنامي
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها أمام مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في زيارة رسمية تُعَد من أبرز محطات تعزيز العلاقات بين فيتنام والعالم العربي، والتي تعكس إدراك هانوي المتزايد لأهمية الشراكات العابرة للإقليمية في عصر الأزمات العالمية المتشابكة.
اقرأ أيضًا
استشهاد 23 فلسطينيًا بمواقع إغاثة في غزة منهم 6 وفيات جوعًا
دعوة إلى المصالحة والتسامح
أوضح الرئيس الفيتنامي أن بلاده استطاعت تجاوز أحقاد الحروب والنزاعات، من خلال اتباع نهج يقوم على الحوار والمصالحة، مشيرًا إلى أن هذا الخيار لم يكن سهلاً، لكنه أثبت فعاليته في بناء مجتمع مستقر ومنفتح على العالم.
وقال: “لقد خضنا تجارب تاريخية مؤلمة، ولكننا اخترنا أن نُغلب صوت العقل على لغة الانتقام، وأن نفتح صفحة جديدة مع من كانوا يومًا خصومًا لنا، ونعتقد أن هذا هو الطريق الوحيد لأي أمة تسعى للسلام الحقيقي والتنمية المستدامة”.
قلق من تطورات الشرق الأوسط
وعلى صعيد القضايا الإقليمية، أعرب الرئيس الفيتنامي عن قلقه العميق إزاء التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بتصاعد وتيرة النزاعات وانسداد الأفق السياسي في بعض الملفات الحساسة.
وشدد على أن بلاده تؤيد بشكل واضح وصريح إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، مؤكدًا أن التسوية السلمية العادلة للقضية الفلسطينية تظل ضرورة لا يمكن تجاوزها لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف: “ندعم كل الجهود التي تهدف إلى إعادة إطلاق مسارات الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونرى أن الحل لا يمكن أن يكون عسكريًا أو أحادي الجانب، بل من خلال احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.
فيتنام تدعو لتكاتف عالمي لمواجهة الأخطار المشتركة
لم تغب قضايا المناخ والاقتصاد عن كلمة الرئيس كونج، حيث أشار إلى أن التهديدات البيئية المتسارعة والاضطرابات التجارية المتمثلة في السياسات الحمائية وفرض الرسوم الجمركية، تشكل تحديات كبرى أمام الدول النامية على وجه الخصوص.
ودعا إلى ضرورة تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب وتطوير آليات الشراكة مع الدول العربية في مجالات الطاقة النظيفة، الزراعة المستدامة، والأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن التصدي لهذه الأزمات يتطلب إرادة جماعية وتخليًا عن سياسات العزلة والتفرد.
وختم الرئيس الفيتنامي كلمته بالتأكيد على رغبة بلاده في توسيع آفاق التعاون السياسي والاقتصادي مع الدول العربية، مشيدًا بدور الجامعة العربية في دعم قضايا التحرر والتنمية في العالم، ومعبرًا عن تطلعه لبناء جسور تعاون قوية تقوم على المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، وتعزيز ثقافة الحوار.