ارتفعت أسعار النفط خلال تداولات اليوم الأربعاء، لتتعافى من أدنى مستوياتها في خمسة أسابيع، بعدما أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب حالة من الترقب والقلق في الأسواق العالمية، إثر تهديده بفرض رسوم جمركية على الهند بسبب استمرارها في شراء النفط من روسيا، وهو ما أثار مخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات.

أسعار النفط
بحلول الساعة 06:45 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 48 سنتًا أو 0.7% لتصل إلى 68.12 دولارًا للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 43 سنتًا أو 0.7% إلى 65.59 دولارًا للبرميل.
يأتي ذلك بعد تراجع كلا الخامين بأكثر من دولار في الجلسة السابقة، حيث سجلا أدنى مستوى منذ خمسة أسابيع وخسائر استمرت لأربع جلسات متتالية، نتيجة مخاوف الأسواق من فائض المعروض مع اقتراب تحالف “أوبك+” من تنفيذ زيادة جديدة في الإنتاج.
تهديدات ترامب للهند تربك السوق
قال ترامب في تصريحات يوم الثلاثاء، إنه سيفرض رسومًا جمركية أعلى على البضائع الهندية خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة، ردًا على استمرار نيودلهي في استيراد النفط الروسي. وأشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى زيادة الضغط على موسكو لحثها على إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وأضاف أن انخفاض أسعار الطاقة قد يُضعف قدرة روسيا على تمويل الصراع، لافتًا إلى أن الضغوط الاقتصادية يجب أن تتصاعد على الكرملين.
من جانبها، ردت الحكومة الهندية بوصف التهديدات بأنها “غير مبررة”، وأكدت أنها ستحمي مصالحها الاقتصادية، مشيرة إلى أنها تبحث عن تنويع مصادر الطاقة لكن وفقًا لاعتباراتها الاستراتيجية.
السوق يترقب أسعار النفط
أوضح محللون لدى “آي.إن.جي” أن “هناك ضبابية كبيرة بشأن الرسوم الجمركية الثانوية الأمريكية المحتملة”، مشيرين إلى أن الهند قد تضطر لإيجاد بدائل إذا تم تنفيذ العقوبات، وهو ما قد يُربك تدفق الإمدادات، خاصة إذا لحقت دول أخرى نفس المسار وبدأت في تجنب الخام الروسي.
اقرأ أيضًا
أسعار النفط تستقر بعد 3 أيام من التراجع ومخاوف المعروض مستمرة
وقال المحلل الاقتصادي يوكي تاكاشيما من “نومورا للأوراق المالية”:
“يقيم المستثمرون ما إذا كانت الهند ستقلل مشترياتها من الخام الروسي. إذا حدث ذلك، فقد نشهد تقليصًا كبيرًا في المعروض”.
وأضاف:“إذا ظلت واردات الهند كما هي، فمن المرجح أن يتراوح خام غرب تكساس الوسيط بين 60 و70 دولارًا خلال الفترة المتبقية من الشهر”.
إنتاج أوبك+ في ارتفاع
على صعيد آخر، قرر تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاءها، يوم الأحد، زيادة الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يوميًا في سبتمبر، في خطوة تُنهي أحدث خفض للإنتاج قبل موعده المحدد.
وينتج “أوبك+” نحو نصف إنتاج النفط العالمي، وكان قد خفض إنتاجه لسنوات لدعم الأسعار. لكنه في عام 2025 اتجه إلى زيادات تدريجية في الإنتاج من أجل استعادة حصصه السوقية، خاصة في مواجهة صعود الإمدادات الأميركية والتنافس الآسيوي.
مخزونات النفط الأمريكية تدعم الأسعار
وفيما يُنتظر صدور التقرير الرسمي لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، كشفت أرقام أولية من معهد البترول الأميركي عن انخفاض مخزونات الخام بمقدار 4.2 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما يفوق بكثير التوقعات التي كانت تشير إلى تراجع بـ600 ألف برميل فقط.
ويرى المحللون أن هذا الانخفاض يوفر دعمًا إضافيًا للأسعار، ويخفف من أثر المخاوف المتعلقة بزيادة إنتاج أوبك+ أو تراجع الطلب العالمي.
يعكس تحرك الأسواق الأخيرة مدى تأثر سوق الطاقة بالعوامل الجيوسياسية، حيث لم تعد الأسعار مرتبطة فقط بالعرض والطلب، بل أيضًا بتوجهات واشنطن العقابية، وتحولات التحالفات الدولية حول النفط الروسي.
وفي ظل استمرار التوتر بين الولايات المتحدة والهند، وتزايد الحديث عن مشتريات الصين من الخام الروسي، تبقى حالة الحذر والترقب مهيمنة على تعاملات السوق خلال الأسابيع المقبلة.