تستعد دولة الكويت، غداً الاثنين، لإطلاق أولى رحلات الجسر الجوي الإغاثي المخصص لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، في خطوة تعكس تضامنها المستمر مع الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها القطاع.

تعاون حكومي ومؤسسي واسع بالكويت
تنطلق هذه المبادرة بالتعاون بين وزارات الشؤون الاجتماعية والدفاع والخارجية الكويتية، وبالتنسيق المباشر مع جمعيتي الهلال الأحمر المصري والفلسطيني، بما يضمن وصول الإمدادات إلى مستحقيها في أسرع وقت.
تصريحات الهلال الأحمر الكويتي
وأكد خالد المغامس، رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي، أن هذه الرحلة تمثل “باكورة الجسر الجوي” الذي يندرج ضمن الحملة الإغاثية العاجلة التي أطلقتها الكويت لدعم الشعب الفلسطيني في غزة، مشيراً إلى أن القطاع يعاني من نقص حاد في الإمدادات الغذائية والطبية مع استمرار الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
تجهيزات لوجستية دقيقة
وأوضح المغامس أن الحملة شملت تجهيز المواد الغذائية الأساسية بالتعاون مع شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية، حيث جرى نقلها إلى قاعدة عبد الله المبارك الجوية عبر فريق لوجستي متخصص لضمان سلامة الإمدادات خلال عملية النقل والشحن.
إشادة بالتنسيق الرسمي
ثمّن رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الكويتي الدور الكبير الذي قامت به وزارات الخارجية والدفاع والشؤون الاجتماعية في تسهيل الإجراءات وتقديم الدعم اللوجستي والإداري، ما أسهم في ضمان تجهيز الرحلة والانطلاق نحو غزة في أسرع وقت ممكن.
اقرأ أيضًا
الرئاسة الأوكرانية: وقف إطلاق النار أساس لتحقيق السلام المستدام
تواصل الدعم العربي لغزة
ويأتي هذا التحرك الكويتي في ظل الجهود العربية المستمرة لدعم غزة، إذ نفذت الإمارات مؤخراً الإنزال الجوي الـ66 للمساعدات الإنسانية فوق القطاع، ضمن حملتها المستمرة للتخفيف من معاناة السكان.
يعيش قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 أوضاعاً إنسانية متفاقمة نتيجة التصعيد العسكري المستمر، ما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية الأساسية، وانقطاع الإمدادات الغذائية والطبية، ونزوح مئات الآلاف من السكان. وتفرض القيود على المعابر تحديات إضافية أمام دخول المساعدات، مما جعل الجسور الجوية والإنزالات من الجو وسائل أساسية لإيصال الإغاثة.
لطالما كانت الكويت من أبرز الدول الداعمة للقضية الفلسطينية إنسانياً وسياسياً، حيث ساهمت في تمويل مشاريع إغاثية وطبية وتعليمية في غزة، وشاركت عبر جمعية الهلال الأحمر الكويتي في حملات إمداد متواصلة، بالتنسيق مع المنظمات الدولية والإقليمية.
كما يتزامن هذا التحرك مع جهود عربية وإقليمية، من بينها عمليات الإنزال الجوي التي تنفذها الإمارات ودول أخرى، في محاولة للتخفيف من وطأة الحصار وتداعيات الأزمة الإنسانية على المدنيين.