المشردون في كل مكان.. كُلما تجوب في قلب العاصمة الأمريكية، واشنطن دي سي، اشتدّت المواجهة بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومشكلة المشردين المتفاقمة، التي وصفها البيت الأبيض بأنها “أزمة تعصف بالمدينة”.

ومن وراء الأبواب المغلقة لغرف الإحاطة الإعلامية، خرجت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، لتعلن سياسة حاسمة، لم تخلُ من الجدل: إما المأوى والعلاج، أو الغرامة والسجن.
كان وقع الكلمات واضحًا وصريحًا. من الآن فصاعدًا، لن يكون بوسع المشردين نصب خيامهم في الشوارع والأرصفة دون عواقب، عليهم أن يختاروا بين الانتقال إلى مراكز الإيواء، أو تلقي خدمات علاج الإدمان والصحة النفسية، أو مواجهة السجن، هذه التعليمات، كما أكدت ليفيت، ليست قوانين جديدة، بل تطبيق حازم لقوانين وللوائح قائمة تجاهلتها السلطات المحلية طويلاً، كما قالت.

المشردون في كل مكان
الخطة تستند إلى أمر تنفيذي وقّعه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بعنوان: “اجعلوا العاصمة آمنة وجميلة”. ومع توقيعه، بدأ تنفيذ حملة ميدانية واسعة، أزالت حتى الآن 70 مخيمًا للمشردين، حسب تصريحات البيت الأبيض. وها هما المخيمان المتبقيان على لائحة الإخلاء هذا الأسبوع، بينما تزداد وتيرة القرارات مع عودة ترامب إلى المشهد.
في عطلة نهاية الأسبوع، خاطب ترامب المشردين عبر منصته “تروث سوشيال”، وقال بلهجة قاطعة: “سنوفر لكم أماكن للإقامة، لكن بعيدًا عن العاصمة “. رسالة فهم منها كثيرون أن نقل المشردين خارج المدينة قد يكون خيارًا قيد الدراسة.
لكن ليفيت نفت أن يكون التهجير القسري مطروحًا حاليًا، وأوضحت أن ما يُعرض هو مزيج من الإيواء والدعم النفسي والإدماني، وفي حال الرفض، فالقانون واضح: عقوبات وجزاءات.

حرب في شوارع العاصمة
الأمر لا يقتصر على مجرد حملة نظافة للمدينة، بل يمتد إلى أبعد من ذلك. ترامب، وفقًا لما أعلنه البيت الأبيض، أعلن حالة طوارئ تتعلق بالسلامة العامة في المقاطعة، وتولى مؤقتًا السيطرة الفيدرالية على شرطة العاصمة، في خطوة نادرة تستند إلى قانون الحكم الذاتي. ومعها، يمتلك 30 يومًا لإعادة ترتيب المشهد الأمني في شوارع المدينة.
“نحن في سباق مع الزمن”، قالت ليفيت في لهجة حازمة. وأضافت: “نجحنا في أول ليلة، وهدفنا أن ننجح في كل الليالي التسع والعشرين القادمة“. البيت الأبيض لا يخفي نيته في إعادة تعريف المشهد الحضري للعاصمة، حيث لا مكان للمخيمات تحت الجسور أو في الحدائق العامة، بحسب تعبير الإدارة.