شهدت مدينة غزة وقطاعها، الأربعاء، واحدة من أعنف أيام الحرب المستمرة منذ قرابة عامين، بعدما صعّد الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية والبرية، موقِعًا أكبر حصيلة قتلى في يوم واحد منذ أكثر من أسبوع، في وقت تتزايد فيه التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية واتهامات خطيرة لانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين.
قصف مكثف على أحياء غزة وسقوط عشرات الضحايا
أعلنت وزارة الصحة في غزة أن النيران الإسرائيلية أسفرت عن استشهاد 123 فلسطينيًا وإصابة 436 آخرين خلال 24 ساعة، حتى ظهر الأربعاء. وأفاد التلفزيون الفلسطيني بأن الهجمات على مدينة غزة وحدها أوقعت 89 شهيدًا، بينهم 52 في المدينة.
وتركز القصف على الأحياء الشرقية، خاصة حي الزيتون وحي الشجاعية، حيث دمرت الطائرات والدبابات الإسرائيلية عشرات المنازل، فيما أفاد مستشفى الأهلي بسقوط 12 شهيدًا في غارة استهدفت منزلًا في الزيتون.
كما امتدت العمليات العسكرية إلى شرق خان يونس، بينما قُتل 9 فلسطينيين آخرين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات وسط القطاع.
أزمة الجوع تحصد أرواح الأطفال
ذكرت وزارة الصحة أن 8 فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال، فارقوا الحياة خلال الساعات الماضية بسبب الجوع وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي ضحايا المجاعة منذ بداية الحرب إلى 235 شخصًا، بينهم 106 أطفال. وتؤكد هذه الأرقام خطورة الوضع الإنساني في القطاع الذي يعاني من حصار خانق وشح حاد في الإمدادات الغذائية والطبية.
تحذيرات أممية من جرائم وانتهاكات
على الصعيد الدولي، وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رسالة رسمية إلى سفير إسرائيل لدى المنظمة الدولية، أعرب فيها عن قلقه البالغ إزاء “معلومات موثوقة” حول ارتكاب القوات الإسرائيلية أعمال عنف جنسي بحق أسرى فلسطينيين في سجون ومراكز احتجاز وقاعدة عسكرية.
وأكد غوتيريش أنه وضع القوات الإسرائيلية “تحت المراقبة” تمهيدًا لاحتمال إدراجها في تقرير الأمم المتحدة المقبل بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، داعيًا تل أبيب إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الممارسات والتحقيق في جميع الادعاءات.
إدانة أوروبية وتحرك دولي عاجل
أدان الاتحاد الأوروبي ومعه 24 دولة ما وصفوه بـ”المجاعة المتعمدة” في غزة، مطالبين إسرائيل بالسماح بوصول جميع قوافل المساعدات الإنسانية وإزالة العقبات أمام عمل المنظمات الإغاثية. وجاء في بيان مشترك أن “المعاناة الإنسانية في غزة بلغت مستوى لا يمكن تصوره، وهناك مجاعة على مرأى منا”.
المساعدات لا تلبي الحد الأدنى
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن ما دخل من مساعدات خلال 17 يومًا لا يتجاوز 15% من الاحتياجات الفعلية، حيث تم إدخال 1535 شاحنة فقط من أصل 10200 شاحنة مطلوبة. وأوضح أن القطاع يحتاج إلى 600 شاحنة يوميًا لتغطية الحد الأدنى من احتياجات سكانه البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، مطالبًا المجتمع الدولي والعربي والإسلامي بالتحرك العاجل لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات.
وفي الضفة الغربية، استشهد الشاب ثمين خليل رضا دوابشة (35 عامًا) برصاص مستوطنين في بلدة دوما جنوب نابلس، ليرتفع عدد الشهداء برصاص المستوطنين منذ بداية العام إلى 10، فيما بلغت الحصيلة منذ السابع من أكتوبر 2023 نحو 30 شهيدًا.
اقرأ ايضًا…الصين تستغل حرب أوكرانيا كساحة اختبار لمواجهة محتملة مع الولايات المتحدة