أعلنت مصادر فلسطينية محلية، فجر اليوم الجمعة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت سلسلة من العمليات العسكرية العنيفة في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، أسفرت عن انفجارات ضخمة ودمار واسع في الأحياء السكنية.
ووفقًا للمصادر الميدانية، استخدمت قوات الاحتلال أسلوبًا جديدًا في التصعيد العسكري، تمثل بإرسال روبوتات مفخخة إلى مناطق آهلة بالسكان في وسط وشمال خان يونس، مما أدى إلى نسف وتدمير عشرات المنازل بشكل كامل، وسط حالة من الهلع بين السكان.

الرعب يخيّم على المدنيين ودمار هائل في البنية التحتية
شهدت مناطق عدة من المدينة انفجارات متتالية في ساعات الفجر الأولى، رافقها دوي هائل سُمع على بعد عدة كيلومترات، وأعمدة دخان كثيف تصاعدت من بين الركام، وذكرت فرق الإنقاذ والدفاع المدني أن حجم الدمار في بعض الأحياء “غير مسبوق”، حيث طالت التفجيرات منازل كانت تؤوي عائلات نازحة، مما يُنذر بكارثة إنسانية متفاقمة في ظل غياب الملاجئ الآمنة ونقص الإمدادات الطبية واللوجستية.
تهجير قسري ونزوح داخلي واسع
بحسب تقديرات رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن مدينة خان يونس ومناطق مواصي رفح المجاورة تؤوي حاليًا ما يقارب 890 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النازحين قسرًا من مختلف أنحاء القطاع، بعد تعرض مناطقهم للقصف المستمر والعمليات البرية، وأكد المسؤول أن هذه المناطق تعاني من اكتظاظ سكاني خانق، في ظل بنية تحتية مدمّرة ونقص حاد في المواد الأساسية، بما في ذلك المياه والغذاء والدواء، ما يهدد بحدوث انهيار كامل في الوضع الإنساني.
اقرأ أيضًا
جنوب السودان تنفي محادثات مع إسرائيل حول إعادة توطين فلسطينيي غزة
استخدام التكنولوجيا في الحرب: “الروبوتات المفخخة” كسلاح جديد
ويُعد استخدام “الروبوتات المفخخة” تطورًا لافتًا في أساليب الاحتلال العسكرية، إذ يُرجّح أن هذه الآلات تُوجَّه عن بُعد لتفجير أهداف محددة داخل مناطق سكنية، ما يقلل من تعرض الجنود للخطر، لكنه في المقابل يرفع من مستوى التهديد على حياة المدنيين، الذين باتوا محاصرين بين ركام منازلهم وبين غارات جوية وعمليات برية متواصلة.
دعوات عاجلة للتدخل الدولي
من جهتها، دعت جهات حقوقية فلسطينية ودولية المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف جرائم الحرب الإسرائيلية بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، وتوفير ممرات آمنة للإغاثة الإنسانية، كما ناشدت منظمات الإغاثة المجتمع الدولي بتقديم مساعدات عاجلة لمئات الآلاف من النازحين، الذين يعيشون في ظروف وصفت بـ”الكارثية” دون مأوى أو خدمات صحية.