شهدت العاصمة الصربية بلغراد وعددًا من المدن الأخرى، مساء أمس الخميس، اندلاع اشتباكات جديدة بين جماعات متنافسة من المتظاهرين، وسط تصاعد وتيرة الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي بدأت منذ أشهر، وتحولت مؤخرًا إلى أعمال عنف في الشوارع.
ووفقًا لما نقلته وكالة فرانس برس، فقد احتشد آلاف المتظاهرين أمام المباني الحكومية ومقر الجيش في بلغراد، قبل أن يحاولوا التوجه نحو مكاتب الحزب التقدمي الصربي الحاكم، إلا أن قوات مكافحة الشغب منعتهم من الاقتراب، مستخدمة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

الداخلية الصربية: هذه ليست مظاهرات سلمية
وفي أول تعليق رسمي، قال وزير الداخلية الصربي، إيفيتسا داتشيتش، خلال مؤتمر صحفي: “هذه لم تعد احتجاجات طلابية سلمية، بل تحولت إلى تحركات تهدف لإثارة العنف.. ما يحدث هو هجوم مباشر على الدولة ومؤسساتها“.
وأضاف داتشيتش أن الوزارة ستتخذ إجراءات صارمة ضد كل من يسعى إلى زعزعة الاستقرار، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية في حالة تأهب قصوى.
احتجاجات متواصلة منذ نوفمبر على خلفية كارثة إنسانية
تعود جذور هذه الموجة من الاحتجاجات إلى نوفمبر الماضي، عندما أدى انهيار سقف محطة قطار في مدينة نوفي ساد إلى مقتل 16 شخصًا، الحادثة المفجعة فجّرت موجة من الغضب الشعبي، حيث حمّل المواطنون والعديد من منظمات المجتمع المدني الحكومة مسؤولية الإهمال والفساد المؤسسي، الذي يُعتقد أنه السبب المباشر وراء الكارثة.
مطالب بإصلاح شامل وتحقيق العدالة
يرفع المتظاهرون شعارات تطالب بـ”محاسبة المسؤولين عن الفساد”، و”إقالة الحكومة”، بالإضافة إلى “إصلاح شامل في مؤسسات الدولة”، وأكد منظمو الاحتجاجات أن تحركاتهم ستستمر حتى يتم فتح تحقيق شفاف ومستقل في الكارثة، ومعالجة جذور الفساد داخل الأجهزة الحكومية.
اقرأ أيضًا:
انفجارات مدمّرة تهز خان يونس.. الاحتلال يستخدم “روبوتات مفخخة” لنسف منازل سكنية
قلق دولي ومطالب بالتهدئة
أعربت منظمات حقوقية ودبلوماسيون أوروبيون عن قلقهم البالغ إزاء تصاعد العنف في صربيا، داعين جميع الأطراف إلى التهدئة والحوار، كما طالبت جهات دولية الحكومة الصربية بـ”الاستماع إلى مطالب الشارع” والعمل على تعزيز الشفافية، بدلًا من اللجوء إلى القمع الأمني.