غادر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم السبت، ولاية ألاسكا الأمريكية، بعد اختتام القمة التي جمعته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في لقاء وصفه بـ”الناجح والمثمر”، وأكد أنه قد يمهّد لتقدم كبير في مسار إنهاء الأزمة الأوكرانية.
ترامب يشيد بمستوى التفاهم
وفي تصريحات أدلى بها لشبكة “فوكس نيوز”، قال الرئيس ترامب إن القمة الأخيرة التي جمعته بالرئيس بوتين “تستحق 10 من 10” على مقياس التقييم، مشددًا على أن اللقاء تجاوز التوقعات من حيث النتائج والأجواء العامة.

وأضاف: “كان اجتماعًا مثمرًا للغاية. أجرينا مناقشات عميقة حول النزاع في أوكرانيا والعلاقات الثنائية، وتمكّنا من تحقيق خروقات كبيرة في عدد من الملفات”.
مؤتمر صحفي يؤكد التحول الإيجابي
وفي مؤتمر صحفي عقده ترامب عقب اللقاء في قاعدة “إيلمندورف – ريتشاردسون” الجوية في ألاسكا، أعرب الرئيس الأمريكي عن تفاؤله بمخرجات القمة، وقال: “أعتقد أننا سنشهد تقدمًا هائلًا في المرحلة المقبلة نتيجة هذه المحادثات”.
اقرأ أيضًا
زيلينسكي: مكالمة مطوّلة مع ترامب وزيارة مرتقبة إلى واشنطن
وأكد أن الولايات المتحدة “تسعى بجدية لإنهاء الأزمة مع روسيا، وأن قنوات الحوار مع موسكو لا تزال مفتوحة وقوية”، معربًا عن ثقته في أن التواصل المباشر مع بوتين سيساهم في تفكيك التوترات التي تراكمت خلال السنوات الماضية.
خروقات وإنجازات بدون تفاصيل
رغم لهجة ترامب المتفائلة، لم يكشف عن تفاصيل محددة بشأن “الخروقات الكبيرة” التي تحدث عنها، ما أثار تكهنات حول طبيعة التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال اللقاء المغلق الذي استمر قرابة ثلاث ساعات.
وقال ترامب فقط: “لقد حققنا اليوم إنجازات ملموسة. لا أستطيع الحديث عن كل شيء الآن، لكنني متأكد من أن الشعبين الأمريكي والروسي سيشعران قريبًا بثمار هذه القمة”.
علاقة شخصية مع بوتين
في سياق متصل، أشار ترامب إلى متانة علاقته الشخصية مع الرئيس الروسي، قائلًا: “علاقتي مع بوتين جيدة جدًا، وهو شخص قادر على الحوار وعلى فهم الواقع السياسي، وقد لمسنا اليوم نقاطًا مشتركة عديدة رغم الخلافات المعروفة”.

وأكد أن “وجود حوار مباشر بين القادة هو السبيل الوحيد لتجنّب التصعيد وتوسيع رقعة النزاعات”، في إشارة إلى الأزمة المستمرة في أوكرانيا.
قاعدة عسكرية تتحول إلى منصة دبلوماسية
يُشار إلى أن قمة ترامب وبوتين عُقدت داخل قاعدة “إيلمندورف – ريتشاردسون” الجوية في ولاية ألاسكا، في مشهد وصفته وسائل الإعلام الأمريكية والروسية بـ”التاريخي”، حيث تحوّلت القاعدة العسكرية إلى مسرح لمباحثات سياسية عالية المستوى، بعيدًا عن المؤسسات الدبلوماسية التقليدية.
وقد حرص ترامب على استقبال بوتين شخصيًا فور وصوله إلى القاعدة، في خطوة عكست رغبة الجانبين في إظهار روح التعاون، رغم تراكم الخلافات الجيوسياسية بين البلدين.
في الوقت الذي لا تزال فيه الحرب الأوكرانية مستمرة، وتتصاعد الضغوط الدولية لإيجاد مخرج تفاوضي، تأتي قمة ألاسكا لتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الحوار، وإن كانت دون تفاصيل معلنة حتى الآن.
ويرى مراقبون أن القمة تمثل “بداية ممكنة” لتسوية أوسع، لكنها ستظل مرهونة بمدى التزام الأطراف الثلاثة—موسكو وواشنطن وكييف—بتحويل النوايا السياسية إلى خطوات عملية على الأرض.