اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بالاستمرار في تعقيد جهود السلام من خلال رفضها الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار، رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على اندلاع الحرب التي شنتها موسكو ضد أوكرانيا في فبراير 2022.

وفي منشور مطول نشره مساء السبت عبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أشار زيلينسكي إلى أن الموقف الروسي لا يُظهر أي مؤشرات على نية حقيقية لإنهاء الحرب أو التوجه نحو حلول سياسية، بل يفاقم معاناة المدنيين ويطيل أمد الأزمة.
زيلينسكي: روسيا ترفض الدعوات الدولية للتهدئة
وقال زيلينسكي في منشوره:“نرى أن روسيا ترفض دعوات عديدة لوقف إطلاق النار، ولم تحدد بعد متى ستتوقف عن عمليات القتل. وهذا يعقّد الوضع.”
وأضاف: “شكراً لكل من يدعم جهود السلام العادل والمستدام. كل نقطة طُرحت مهمة لبناء سلام حقيقي وموثوق. لكن استمرار روسيا في تجاهل هذه الدعوات يعرقل الوصول إلى أي تقدم”.
اقرأ أيضًا
إسرائيل تشتعل.. أكثر من 350 مظاهرة ورسالة مباشرة للحكومة
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن غياب الإرادة الروسية لوقف الضربات العسكرية يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أكبر في الضغط من أجل تحركات ملموسة، مشدداً على أن الوقت ليس في صالح المدنيين أو الاستقرار الإقليمي.
التعايش السلمي يتطلب إرادة مفقودة
وواصل زيلينسكي حديثه بنبرة حادة تجاه القيادة الروسية، قائلاً:
“إذا كانوا يفتقرون إلى الإرادة لتنفيذ أمر بسيط بوقف الضربات، فإن الأمر قد يحتاج إلى الكثير من الجهد لجعل روسيا تتحلى بالإرادة لتنفيذ ما هو أكبر بكثير، مثل التعايش السلمي مع جيرانها لعقود.”
وأكد أن الحرب المستمرة لا تهدد فقط أوكرانيا، بل تُعرض الأمن الأوروبي والدولي لمزيد من الانهيار، خاصة في ظل التحديات العالمية الأخرى التي تتطلب تعاونًا دوليًا وليس مزيدًا من الصراعات.
المجتمع الدولي مدعو إلى ممارسة ضغوط إضافية
ويأتي تصريح زيلينسكي في وقت تشهد فيه جهود الوساطة الدولية حالة من الجمود، بعد فشل عدة مبادرات سابقة في إقناع موسكو بقبول وقف إطلاق نار دائم أو مؤقت. وتتهم كييف موسكو باستخدام “الوقت والدم” لتعديل موازين القوى ميدانيًا قبل العودة إلى أي طاولة مفاوضات.
وتأمل القيادة الأوكرانية أن يؤدي اتساع رقعة الدعم الدولي، خصوصًا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلى إحداث ضغط فعلي على الكرملين لتغيير موقفه، في حين تواصل روسيا إصرارها على شروطها الخاصة التي تصفها كييف بـ”غير الواقعية” أو “الاستعمارية”.